ثقافة
بيئية
أصداء ثقافية
العراق بكامله
على قائمة المواقع الأثرية المهددة في العالم !؟
شعوب نائمة عن
تاريخها
أدرج الصندوق العالمي للآثار كافة المواقع الأثرية والثقافية في العراق ضمن
آخر قائمة له للمواقع الأثرية المهددة في العالم.وأعلن رئيس الصندوق بوني برنهام
أنها المرة الأولى التي يدرج فيها بلد بكامله على اللائحة، فكل ما هو ثقافي في
العراق مهدد.
القائمون على الصندوق صرحوا بأن أعمال النهب وعدم القدرة على القيام
بعمليات ترميم في الدولة التي تمزقها الحرب، زادت من خسائرها فيما يتعلق بآثار
يرجع تاريخها إلى عشرة آلاف عام والتي من الممكن أن تختفي نهائيا.
كما ذكّروا بالتهديدات التي خلفتها الحرب العراقية - الإيرانية (1980-1988)
والحرب الحالية على كنوز أثرية مثل بابل العاصمة الآشورية لنينوى أو مئذنة سامراء
التي تعود إلى القرن التاسع، مشيرين إلى أن مواقع أثرية أخرى بنفس الأهمية -لا
سيما في الجنوب- خربها سارقون طامعون بالمال.
10 آلاف موقع !
ويوجد نحو 10 آلاف موقع أثري في العراق وحده تحت الحصار أغلبها ورد في
القائمة مؤخرا نتيجة أعمال النهب التي حدثت عقب الاحتلال الأميركي للبلاد عام
2003. وقد تعثرت معظم جهود الترميم نظرا لاستمرار المعارك بين المقاتلين والقوات
التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة.
وتشمل المواقع العراقية فناء معبد في منطقة بابل حيث قام الملك البابلي
حمورابي بسن أول قانون.
كما لفت السفير العراقي الأممي فيصل أمين الأسترابادي إلى أن ما يزيد عن ألف قطعة أثرية
نهبت من البلاد وظهرت في السوق الدولية.
يذكر أن صندوق الآثار العالمي منظمة خاصة تأسست عام 1965 وتتخذ من نيويورك
مقرا لها، وتعمل على الدفاع عن التراث المعماري العالمي وتنفق نحو 35 مليون دولار
في أعمال الترميم منذ عام 1996.
وقد ضمت قائمته التي يصدرها كل سنتين بالأستناد إلى آراء متخصصين دوليين
100 موقع معرض للخطر، منها مواقع في سوريا وإيطاليا والهند والصين وبيرو والمكسيك
وإيرلندا وإندونيسيا وساموا ونيبال.
ـ العراق مهد الكتابة
في حين يشهد العراق جدلا حول مشروع الدستور يأتي كتاب موسوعي عن تاريخ
الكتابة ليشير الى أن مملكة بابل شهدت كتابة أول دستور وتكشف المقارنة ما يمكن
اعتباره ضعفا لدى النخبة الحالية الحاكمة والمدعومة بالاحتلال الامريكي للبلاد منذ
سقوط نظام صدام حسين في ابريل نيسان 2003.
ففي كتاب (تاريخ الكتابة.. من التعبير التصويري الى الوسائط الاعلامية المتعددة)
يبدو الملك حمورابي الذي حكم بابل (نحو 2123 - 2081 قبل الميلاد) شامخا كأنه يعانق
السماء أعلى قمة مسلته التي تضم نحو 280 مادة قانونية وتشريعية أشبه بدستور يعتبره
المؤرخون الأقدم في التاريخ البشري.
لقى أثرية تداس
بالاقدام
ويضم الكتاب صورا للوحات وجداريات يزيد عمر بعضها على 4500 عام منها لوحة
نذور من الحجر الجيري موجودة بمتحف اللوفر بباريس وتعود الى بلاد ما بين النهرين
حوالي 2500 عام قبل الميلاد وتصور أحد الملوك وبجانبه حامل كأس الشراب حيث بدأ في
تلك الفترة تطور النقوش الرسمية.
في ذلك الزمان الموغل في القدم وقبل نحو 2200 عام من مصادفة قادت مغامرين
أوروبيين على رأسهم كريستوفر كولومبس عام 1492 لاكتشاف أمريكا كانت الحضارة في مصر
والعراق تعيش ازدهارا في مختلف فنون المعرفة التي سجلتها الكتابة والرسوم والنقوش.
ويفرد الكتاب الذي أقامت مكتبة الاسكندرية مساء الخميس احتفالا بمناسبة
إصداره صفحة لخريطة للعالم موجودة بالمتحف البريطاني تعود الى القرن السابع قبل
الميلاد وفيها يبدو نهر الفرات يصب في الخليج في حين تمثل بابل مركز دائرة في
"العالم المعروف وهو بلاد ما بين النهرين".
وصدرت الطبعة الاصلية للكتاب في باريس عام 2001 عن دار فلامريون باشراف
المفكرة الفرنسية ان ماري كريستان.
والطبعة العربية التي شارك في ترجمتها 18 باحثا مصريا في مختلف التخصصات
وحررها خالد عزب نائب مدير مركز الخطوط بمكتبة الاسكندرية تقع في نحو 400 صفحة
مزودة بصور لنقوش وخطوط تنتمي الى حضارات وقديمة منها مجموعة قوانين حمورابي وهي
مجموعة قانونية نقشت على لوحة من حجر الديوريت وأودعت نسخة منها في مدن كثيرة من
مملكة بابل.
وتسجل لوحة من مكتبة اشور بانيبال في نينوى التي كانت من أشهر المكتبات في
العالم القديم جزءا من ملحمة جلجامش ذلك البطل الاسطوري الباحث عن عشب الخلود في
أقدم الملاحم البشرية المكتوبة.
وفي هذا الجزء الذي ينشر الكتاب صورة له من الملحمة "يخبر
أوتانابيشتيم المثيل البابلي لسيدنا نوح ( ع ) بطل القصة بأمر الفيضان وقد أحدث
اكتشاف قصة الطوفان التي تسبق الرواية التوراتية في الكتاب المقدس نوعا من الثورة
الفكرية."
ويعد اشور بانيبال (668 - 626 قبل الميلاد) من أشهر ملوك الامبراطورية
الاشورية وكان قصره يضم أكثر من ألف لوح مسماري وكان يسمى "الملك
المثقف".
وفي فصل يحمل عنوان (كتبة ما بين النهرين) يشير دومينيك شاربان الى أن
تعقيد الكتابة المسمارية قيد استخدامها على نطاق مجتمعي واسع "فهناك فئة
صغيرة من الكتاب فقط هم الذين كان في استطاعتهم الكتابة... كان هناك حوالي مئة
كاتب في كل الامبراطورية الاكادية."
واستمرت الامبراطورية الاكادية التي أسسها سرجون الاول بين عامي 2360 و2180
قبل الميلاد وكانت أول امبراطورية ضخمة في بلاد الرافدين وشمالي سوريا.
ويستعرض الكتاب عددا من القضايا حول نشأة الكتابة في الحضارات القديمة
ومنها الصين وشبه القارة الهندية واليابان وبيرو وفيتنام اضافة الى فصول عن (فك
رموز الكتابة المسمارية والكتابة في مصر القديمة) و (من التنجيم الى الكتابة) و(التصوير
بالكتابة) مرورا بالكتابة في الحضارات اليونانية والرومانية والعربية ونشأة
الطباعة في الغرب وصولا الى (الكتابة وتعدد الوسائط).
ـ اصل الغناء العراقي: قال الباحث العراقي حسين الهلالي «إن الغناء في جنوب العراق هو امتداد
للتراتيل السومرية»، مؤكداً أنّ القسم الجنوبي من العراق الذي كان يسمى قديماً
«بلاد سومر» يزخر بمعطيات الحضارة التي أمدت العالم بمرتكزات حضارية غنية وراسخة،
مشيراً إلى أن «اعظم إنجاز قدمته هذه الحضارة هو اختراع الكتابة (في حدود 3400 ق .
م) فضلاً عما وضعت من أسس للتعبيرات الغنائية الاولى».
واستشهد ببعض
الباحثين المتخصصين في هذه الحضارة الذين يذهبون إلى «أن النواح والبكاء والضحك
أيضاً تمثل أولى المراحل التي منها بدأت الخطوات الأولى في الغناء، والتي تطورت
حتى اصبحت اصواتاً منظمة شجية تطرب الآخرين وتؤثر في السامع والمشاهد».
ويخلص الباحث
إلى (( ان الغناء نشأ كوسيلة يتوصل بها متعاطيه الى هدف ما من طريق التأثير في
عواطف الآخرين)) . ويضيف: (( لقد أظهرت لنا الكتابة المسمارية عند اكتشافها من
المنقبين، أموراً كثيرة مذهلة أصبحت أساساً لبناء حضارة العالم. ففي الكتابة
الصورية، وجدت أولى الخطوات المعرفية للأشياء. فكلمة «نار» بالسومرية تعني اسم
المغني، وهي بالأصل صورة لرأس «ابن آوى» وهذه العلاقة بين اسم المغني وصورة رأس
ابن آوى هي علاقة صوتية. ونحن نعلم بأن صوت ابن آوى من الأصوات الحزينة. هذه
الحقيقة واضحة في الألحان السومرية القديمة في حضارة وادي الرافدين)) .
ويرى الباحث
(( أن هناك أصواتاً في الجنوب تقترب جداً من عويل ابن آوى وهي تفيض حزناً وشجناً،
وأصبحت مؤثرة في نفوس أبناء الجنوب كونها مستساغة من قبلهم )) .