ملف المجلس
العراقي للثقافة
عبدالرزاق الربيعي
الشاعر العراقي شوقي عبد
الامير الذي القلا قصائده الجميلة في خاتمة المؤتمر
كان الشعر مسك ختام فعاليات المؤتمر
التاسيسي لمجلس الثقافة العراقي الذي
أقيم في العاصمة الأردنية عمّان واستمر لثلاثة أيام وشمل اضافة لاقرار البيان
الداخلي والتوصيات من قبل الاعضاء المؤسسين الذين بلغوا نحو 227 مثقفا عراقيا من
داخل العراق وخارجه محاضرات وندوات وحوارات ثقافية شاركت بها نخبة من المثقفين العراقيين من بينهم :
د.مهدي الحافظ ود.سيار الجميل ود.قاسم حسين صالح وضياء
الشكرجي وحسين الجاف وعلي حسن الفواز ود.سلوى زكو وشوقي عبدالأمير ود.مالك المطلبي
ود.عبدالأمير العبود وابراهيم الزبيدي وجاسم المطير وياسين النصير وفاضل ثامر
وابراهيم أحمد وسليم مطر وقاسم حول ود.تيسير الألوسي ود.هاشم حسن ود.عقيل مهدي ورشيد الخيون وعبدالستار ناصر وهدية حسين
وعالية طالب ورؤيا رؤوف وعلي الشلاه وحميد المختار ورياض قاسم وعبدالرحمن الماجدي وآخرون.
فالجلسة الأخيرة من
المؤتمر خصصت لقراءات شعرية قدمها ناقدان عراقيان مهمان هما الدكتور مالك المطلبي
وفاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين وقد امتازت بتنوع
الأصوات الشعرية فالفريد سمعان ينتمي الى جيل الستينيات في
الشعر العراقي وشوقي عبدالامير
وخالد الحلي ويحيى السماوي ينتمون الى جيل السبعينيات وعلي
الشلاه وكاتب السطور من جيل الثمانينيات
اذن ثلاثة أجيال شعرية اجتمعت في أمسية شارك فيها شعراء
قدموا من أماكن مختلفة فالشاعران فوزي ترزي و الفريد سمعان قدما من العراق وخالد الحلي ويحيى السماوي من
استراليا وشوقي عبد الامير من بيروت وعلى الشلاه من زيورخ وكاتب السطورمن مسقط وكل شاعر حمل معه أوجاعه..أوجاع الوطن وآلام
المنفى فكانت خلطة جميلة من
الحنين والعاطفة والتطلع لغد أبهى وسط شظايا المفخخات
التي تحصد يوميا عشرات الأرواح في العراق الجريح
قصائد منثورة وأخرى عمودية وما
بينهما قصائد تفعيلة كلها وقفت جنبا الى جنب في هذه الأمسية التي ابتدأت بمشهد مسرحي قدمه الفنان الكبير يوسف
العاني الذي وقف على امتداد قامته ليؤدي هذا المشهد متقمصا شخصية أعادتنا الى
الشخصيات التي مثلها على المسرح العراقي وظلت محفورة في الذاكرة وكانت شخصية
"عبود " التي اشتهر بتجسيدها في سهرة
تلفزيونية حملت عنوان "عبود يغني" هي الأقرب
للشخصية التي تحدثت عن أوجاع البطل بسخرية مريرة جعلت الحاضرين يضحكون ويتوجعون
وكنت مندهشا من القدرة التي يتمتع بها هذا الرجل الثمانيني على التلوين في الأداء
وكان يرفع صوته ويتحرك على الخشبة كأي شاب في مقتبل العمر وهذا ما جعل الحضور يصفق
له
وقوفا بعد انتهاء المشهد
وكان للموسيقى حضورمن خلال فاصل جميل على العود أمتع
الحضور حين حان دوري نهضت من مكاني وقبل وصولي المنصة أدرك المطلبي انه أخطأ في
ترتيب الأسماء فنادى على الفريد سمعان فلم أستدر عائدا الى مكاني حيث تنتظرني
تعليقات أصدقائي (علي الشلاه ورشا
فاضل ود.اخلاص الطيار) الذين أخذوا مكانا قصيا من القاعة! !
وهنا أشار الناقد فاضل ثامر لي بالجلوس على المنصة الى جواره ريثما يحين دوري فأنتقل الى منصة الشعر!
!
وحين انتهى الفريد سمعان من قراءاته قدمني المطلبي
للجمهور واصفا قراءاتي بأنها مسك ختام الأمسية التي كانت مسك ختام المؤتمر وبدلا
من أن أنتقل الى منصة الشعر بقيت في مكاني وقلت حينها " الخطأ الذي
حصل في وضع ترتيب الأسماء أتاح لي فرصة الجلوس الى جانب
قامتين نقديتين عراقيتين كبيرتين هما : فاضل
ثامر ومالك المطلبي اللذين لم أكن أحلم يوما بالجلوس الى
جوارهما، والآن لن أتخلى عن مكان
أجلسنيه الله سهوا"
فضحك الجمهور وصفق بينما كنت أقرأ نصوصا متوترة جلوسا
مستمتعا باسترخاء عجيب ربما منحني اياه جلوسي الى جانب اثنين ممن تابعا تجربتي منذ
بدايتها! !
هذه الأمسية أتاحت لي فرصة
سماع شعراء لم اسمعهم من قبل على المنصة كالفريد سمعان وشوقي عبدالأمير ويحيى
السماوي وخالد الحلي، وفوزي الترزي،
وكيف أسمعهم وكل واحد منا يقيم تحت نجمة؟ وكنت أتمنى أن أسمع الشاعرين
الرائعين فوزي كريم وعدنان الصائغ اللذين اكتفيا بالجلوس
مع الحضور معتذرين عن المشاركة في الأمسية فكان
لابد لي أن أهدي نصي (عندما تعود
الى الوطن) الى الصائغ ليصعد اسمه المنصة وذلك أضعف الايمان! ! لقد كانت أمسية
متنوعة جمعت المسرح بالشعر بالموسيقى في لقاء عراقي جمع نخبة من المثقفين
العراقيين المتناثرين تحت نجوم سماء الله الواسعة! !