مدخل تأريخي:
مع قيام الحرب العالمية الأولى في آب عام 1914، وانحياز
الدولة العثمانية الى جانب ألمانيا، صدرت الأوامر الى القوات البريطانية بضرورة
احتلال العراق، وفعلاً نزلت القوات البريطانية في الفاو في 5 تشرين الثاني 1914
وبدأت بالتوجه شمالاً بمحاذاة نهر دجلة قاصدة بغداد، وبعد عدة معارك تمكن
البريطانيون من دخول بغداد في 11 آذار 1917، ثم واصلت تقدمها باتجاه الشمال حتى
وصلت منطقة الفتحة في تشرين الثاني 1917، وبعد توقف بسيط قررت التقدم شمالاً
باتجاه مدينة كـركـوك ودخلتها، دون مقاومة تذكر(1) في 6أيار1918، الاّ أنها تخلت
عنها لضرورات عسكرية، مما أدى الى حدوث مآسي اقترفها الأتراك بعد أن أعادوا احتلال
المدينة مجدداً(2) في 24آيار 1918. (3)
عاود البريطانيون احتلالهم (4) لكركوك بعد بضعة أشهر,
ودخلوها في 26تشرين الأول 1918 وسمع البريطانيون بالهدنة وهم يلاحقون الأتراك
المتراجعين عبر الزاب الصغير(6) الاّ أنهم استكملوا احتلال ولاية الموصل بأكملها
بعد الهدنة (7)، وهكذا دخلت كـركـوك والمناطق التابعة لها تحت سيطرة القوات
البريطانية، وعين لونكريك حاكماً سياسياً عليها والكابتن بلايرد Bulirad مساعداً للحاكم .
(8)
قبل الأهالي في عموم العراق في البداية النظام العسكري ألذي
أقامه الأنكليز دون تذمر، والسبب في ذلك يعود الى أن السلطات العسكرية البريطانية
رغبت في جذب الأهالي وتقويض نفوذ الأتراك(9). فقد حرصت السلطات البريطانية في
الأشهر الأولى على تسديد أثمان المواد الغذائية، وعلى ان تدفع نقداً إيجار المساكن
التي ينزلون فيها وأثمان الأراضي التي يستخدموها(10) بل أنها أعفت السكان من الضرائب
في عام 1918 بسبب الغلاء الذي اجتاح البلاد (11) ولم تخل بالأعراف الدينية
والمحلية التي لاتؤثر على عملها . (12)
لم يستمر الأنكليز في سياستهم هذه طويلاً، إذ سرعان
ماتذكروا أن عليهم امتصاص موارد البلاد وتسديد الثمن الذي تحملوه في الحرب، حيث
بدأوا بتغيير سياستهم الودية تجاه السكان، مما أدى الى ظهور مقاومة عنيفة في مختلف
أنحاء العراق، ففي كركوك قام محمد أمين صديق القابلي (13) بالأتصال بيوسف السويدي
(14)لغرض توحيد الجهود لمقاومة الأحتلال (15)وبرزعدد من أبناء كركوك في هذا المجال
مثل ملا رضا الواعظ وعزت باشا صاري كهية وفهمي عرب أغا والحاج حسين أوجي، وخليل أغا
الكاكة وملا صديق ترزي باشا ورشيد عاكف الهرمزي وعبد الصمد قيردار وغيرهم (16) الاّ
أن الظروف لم تكن تسمح للجهر بالمقاومة آنذاك، الى أن تهيأت الفرصة في ثورة
العشرين.(17)
بعد أن سيطرت الحكومة البريطانية على العراق، أرادت
معرفة رغبات الشعب العراقي في نوع الحكم الذي يرغب فيه (18) فسألت وكيل الحاكم
الملكي البريطاني العام في العراق (أرنولد ولسن Wilson ) في 30 تشرين الثاني 1918 حول هذا الموضوع (19)
وطلبت منه أن يستطلع رأي الشعب العراقي في النقاط الآتية :-
1- هل يحبذون تأسيس دولة عربية واحدة تحت
الأشراف البريطاني تمتد من حدود ولاية الموصل الشمالية الى الخليج العربي .
2- وإذا كان إلا كذلك فهل يرون وضع الدولة
الجديدة تحت حكم أمير عربي .
3- وفي الحالة الأخيرة من الذي يقترحونه من
الأمراء العرب ؟ (20)
وقد أرسل ولسن نسخاً من هذه البرقية والمراسلات الأخرى
الى الضباط السياسيين البريطانيين في العراق (ومنهم الضباط السياسيين في ولاية
الموصل) مع تعليمات لأجراء الأستفتاء، وفعلاً جرى الأستفتاء في شتاء 1918-1919
(21) في أغلب مناطق العراق ومنها كركوك على وفق ارادة الحكومة البريطانية (22) فقد
تمكنت سلطات الأحتلال من الحصول على مضبطتين في لواء كركوك جاءتا على وفق ارادة
ولسن حملت الأولى 17 توقيعاً من رؤساء العشائر العربية والكردية والوجهاء في منطقة
صلاحية (كفري حالياً) فضلت رئاسة أمير عربي، مع التأجيل في مسألة التعيين وأكدت
على وحدة العراق في ظل المساعدة البريطانية (23) أما المضبطة الثانية فقد حملت 17
توقيعاً أيضا من وجهاء ورؤساء العشائر في منطقة كركوك أكدت على وحدة العراق في ظل
المساعدة البريطانية(24) وكان السبب وراء ذلك هو أن الحكام المحليين حاولوا تحقيق
رغبة الحكومة المركزية, فكان بعضهم يستدعي معارفه ويكلفه بتوقيع مضابط يطلبون فيها استمرار الحالة الراهنة،
والبعض الأخر يوعز لهم بأن تتضمن هذه المضابط طلب الحماية البريطانية المطلقة، ويسعى غيرهم لجعل هؤلاء
المعارف أكثرية تطلب أميراً تحت الهيمنة البريطانية (25) لذلك لم يعبر الأستفتاء
عن رغبة الشعب العراقي على اختلاف مناطقه لأقتصاره على عدد معين من الأشخاص
والمتمثل برؤساء العشائر والوجهاء والمتنفدين والذين اجتمعت مصالحهم مع مصالح
المحتلين الأنكليز، فبالنسبة لكـركـوك لم يشمل الأستفتاء مناطق اللواء المختلفة وحملت
المضبطتان 34 توقيعاً وهذا يدل على أن الغالبية العظمى من سكان اللواء لم تشترك في
الأستفتاء (26) وقد تكون المسألة تعمدية في عدم شمول كل السكان في الاستفتاء، أو أن
الفجوة التي كانت قائمة بين الحاكمين والمحكومين في العهد العثماني جعلت أغلبية
السكان لاتكترث بالاستفتاء .
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وانتهاء أعمال مؤتمر
سان ريمو في 25 نيسان 1920 الذي وقع العراق بموجبه تحت الأنتداب البريطاني، أدى
ذلك الى هياج خواطر العراقيين واشتداد عزمهم للمطالبة بحقوق بلادهم، ودفع الحكومة
البريطانية لتنفيذ سياستها تجاههم، ولم تعير للموضوع أهمية . (27)
أدى تمادي المستعمرين الأنكليز في سياستهم من خلال
الأحتلال المباشر والادارة العسكرية القاسية (28) الى حدوث رد فعل داخل نفوس الشعب
العراقي وأصبحت الأجواء مهيأة للثورة ولم يكن ينقصها سوى الشرارة، والتي جاءت بأعتقال شيخ عشيرة الظوالم في
الرميثة في 20 حزيران 1920 مما أدى الى هياج شعبي كبير عم مختلف أنحاء العراق . (29)
تأثرت كركوك بهذه الأحداث والسبب كما ذكرنا هو العداء
للأنكليز مع غلبة بعض العوامل على بعضها الآخر من مكان لآخر، وقد اتصل أعضاء جمعية
العهد السرية (30) في الموصل مع أبناء كركوك لغرض استثارة هممهم فضلاً عن جهود
جمعية سرية اخرى (31) في كركوك أسسها بعض الوطنيين فيها لغرض مقاومة الأحتلال
الأنكليزي . (32)
في هذا الوقت كانت صلاحية (كفري) تعلن الثورة على
المستعمرين وتمكن ثوار كفري من قتل سالمون الحاكم السياسي البريطاني في 28 آب
1920، واعلان انهاء حكم الأحتلال البريطاني . (33) وأعلنت عدد من قرى ليلان
القريبة من كركوك انتفاضتها ضد المحتلين واصطدمت مع القوات المحتلة التي تمكنت من
السيطرة على الوضع، وتبعت عملية الصدام أعمال حرق وتدمير ومطاردة قام بها المحتلون
الأنكليز امتدت آثارها الى طوز خورماتو . (34)
الملك فيصل
نتج عن ثورة العشرين أن قامت بريطانيا بتغيير سياستها
وعملت على تهدئة الأوضاع في العراق وخصوصاً بعد اخماد ثورته التي كلفتها الكثير من
الخسائر المادية والبشرية، وأرسلت برسي كوكس بدلاً من أرنولد ولسن في 11 تشرين
الثاني 1920 (35) وقد أستطاع كوكس التغلب على أغلب المشاكل لتنفيذ الوعد القاضي بإنشاء
حكومة وطنية وتمكن أيضاً من اقناع عبد الرحمن النقيب (36) بتشكيل الحكومة (37) في
27 تشرين الأول 1920 وقد ضمت هذه الحكومة المؤقتة أحد أبناء كركوك وهو عزت باشا
الكركوكلي الذي تولى وزارة التربية والصحة ثم تسلم وزارة الأشغال العامة
والمواصلات بعد أن وجد صعوبة في ادارة الوزارة السابقة . (38)
بعد تكوين الحكومة المؤقتة التي ترأسها عبد الرحمن
النقيب سنة 1920 فكرت الحكومة البريطانية بوجوب ايجاد نظام حكم ثابت وطرحت هذه
الفكرة في مؤتمر القاهرة الذي عقد في آذار 1921. وكان أمام المؤتمر مجموعة من
الأسماء هم كل من عبد الرحمن النقيب والسيد طالب النقيب وشيخ المحمرة وفيصل بن
الشريف حسين وغيرهم من الأسماء (39) الاّ أن الحكومة البريطانية ولأعتبارات عدة، أهمها
إرضاء الشريف حسين ولتحقيق نوع من التوازن بينه وبين آل سعود - وهذا يعني مسبقا أن البريطانيين عازمين على تحجيم دور الشريف حسين بن علي
واعطاء دور أكبر لصديقهم الجديد ابن سعود في الجزيرة العربية – اختارت فيصل بن
الحسين . (40)
جرى التصويت لأختيار فيصل ملكاً على العراق في عموم أنحاء
العراق وكانت نتيجة التصويت في لواء كركوك الى حد ما متوازنة بين مؤيد ورافض
لترشيح فيصل ملكاً على العراق فقد كان هناك (41) مضبطة جاءت (21) منها غير مؤيدة للترشيح، فيما أيدت
(20) منها ترشيح فيصل ملكاً على العراق . (41)
وعلى أية حال وعلى الرغم من بعض الأعتراضات التي لم تظهر
في كركوك فقط وانما في مختلف أنحاء
العراق فإن فيصل أصبح ملكاً منذ مؤتمر القاهرة في 12 آذار 1921 عندما تم الأتفاق
على ذلك ولم يكن الأستفتاء الاّ عملية صورية لكي يصاغ عمل الأنكليز في قالب
ديمقراطي كما ذكرنا، وبذلك أصبح فيصل ملكاً على العراق وتوج رسمياً في 23 آب 1921
.
بدأت كركوك وابتداء منذ الأشهر الاولى لعام 1921
بالاستقرار وقبلت بتعيين والي لها في شباط 1921 حيث تم ابدال الحاكم العسكري بحاكم
مدني (42) كمتصرف لها وكان هذا الشخص هو فتاح باشا (43) حيث بدأ هذا الرجل خطوات
جادة في تحسين الخدمات في المدينة وترك الأمور تسير دون تدخل كبير لكي لايثير
المشاكل . (44)
واجه الملك فيصل بعد تتويجه مهاماً عدة منها تخليص
العراق من الأنتداب البريطاني، واقناع الأنكليز بالتخلي عن الحكم وتسليمه الى
الوطنيين تدريجياً، والحفاظ على الموصل التي تطالب بها تركيــا، وانشاء حكومة
عصرية بكامل تشكيلاتها واداراتها، ووضع دستور حديث لها، وانقاذ البلاد من الجهل
والمرض والخراب، والعمل على توحيد الوحدة الوطنية، ومحاربة الجمود والتعصب الذي
يقاوم كل اصلاح وتجديد . (45)
قدم المندوب السامي البريطاني بعد أيام قلائل من تتويج
الملك فيصل، أول مسودة للمعاهدة العراقية البريطانية المزمع عقدها وقد ظهر من تلك
المسودة وجهة النظر البريطانية حيال المعاهدة، التي تعدها واسطة لتبديل نظام
الأنتداب وتنظيم علاقاتها مع العراق باقل كلفة وأقل احتكاك مما قد يحدث لو كان
حكمها له مباشرة (46) ولم تكن هذه المعاهد الاّ صورة أخرى من صور الاستعمار(47)
مما أدى الى رفضها من قبل سائر طبقات الرأي العام. أما داخل مجلس الوزراء فقد كان
هناك رأي طالب بالغاء الانتداب وعقد معاهدة صداقة بين الفريقين على أسس متساوية
واستمرار العون البريطاني للعراق، وازداد الموقف المعارض وضوحاً في مؤتمر كربلاء
خلال شهر نيسان 1922 الذي وحدهم وجمعهم حول معارضة المعاهدة والعمل على مناوئتها
(48).
صادق مجلس الوزراء على المعاهدة في 25 حزيران 1922 بشرط وجوب تصديق المجلس التأسيسي عليها وفي شهر
آب 1922 نشبت أزمة بين الملك والمندوب السامي حول تعيين المسؤولية فيما يخص
الأدارة الداخلية، مما أدى الى استقالة الحكومة في 19 آب 1922 (49). في هذا الوضع أصبح
أمام المندوب السامي مهمة تأليف وزارة جديدة تأخذ على عاتقها نشر المعاهدة وتأليف
المجلس التأسيسي, وأبلغ الملك في 18 أيلول بأن يكلف عبد الرحمن النقيب بتأليف
الوزارة، وفعلاً شكل النقيب وزارته في 20 ايلول 1922، وفي 10 تشرين الأول 1922
قررت الحكومة المصادقة على المعاهدة والمباشرة بأنتخاب المجلس التأسيسي ووضع
القانون الأساسي (الدستـور) والتقدم الى عصبة الأمم لقبول العراق في عضويتها .
(50)
بدأت انتخابات المجلس التأسيسي (51) في شهر تشرين الأول
1922 وقد أبدى سكان كركوك تخوفهم منها لشكوكهم بأن هذه الأنتخابات لغرض تسجيل
النفوس للتجنيد الاجباري وعدم التأكد من الأمتيازات الممنوحة لسكان اللواء (52)
فضلا عن أن أعيان كركوك كانوا يرون إرجاء هذا الموضوع في الوقت الحالي لأسباب
تتعلق بالوضع في شمال العراق بشكل عام (53) الاّ أن هذا الحال لم يمنع سكان كركوك
من اجراء الأنتخابات فيما بعد، وخصوصاً بعد زيارة وكيل المندوب السامي للواء
وتحدثه مع السكان قائلا ((أملي كبير أن تشارك كركوك بدون أي تردد أو تأخير في هذه
الأنتخابات… وأنا متأكد بأن كركوك ستبقى عراقية…)) وعلى اثر ذلك تم انتخاب الهيأة
التفتيشية في اللواء (54) . وكانت بريطانيا في هذا الوقت قد بدأت بالعمل اللازم
للحصول مرشحين يؤيدون المعاهدة العراقية – البريطانية، لذلك أرادت الاسراع في إتمام
عملية الأنتخابات، وهذا واضح من رسالة المندوب السامي هنري دوبس H.Dopis الى الملك فيصل في
2كانون الثاني 1924 والتي أكد فيها على ضرورة الأنتهاء من عملية الأنتخابات وتشكيل
المجلس التأسيسي في أسـرع وقت . (55)
أسفرت انتخابات المجلس التأسيسي في لواء كركوك عن فوز
خمسة نواب، يمثل ثلاثة منهم أبناء المدن ونائب واحد للعشائر ونائب واحد للطائفة
اليهودية، وهم على التوالي صالح بك النفطجي والشيخ حبيب الطالباني عن مدينة كركوك،
وجميل بابان عن بلدة كفري، ودارا بك الداودة واسحق افرايم، وقد استقال النائب جميل
بابان في نهاية أعمال المجلس فلم ينتخب بدلاً منه أحد . (56)
بعد اكتمال انتخابات المجلس التأسيسي قدم جعفر العسكري
(57) رئيس الحكومة مسودة المعاهدة والأتفاقيات المتفرعة عنها الى المجلس (58) وأتبعها
بتذييل قائلاً ((… ان المعاهدة ثمن لعراقية الموصل)) . (59)
تقرر تشكيل لجنة لتدقيق المعاهدة في المجلس التأسيسي،
يمثل كل لواء بنائب واحد بأستثناء لواء الموصل الذي يمثله نائبان، وقد انتخب عن
لواء كركوك النائب الشيخ حبيب الطالباني، ولما كان النواب قلقين إزاء مشكلة الموصل
فقد قدم نائبا كركوك صالح النفطجي وأسحق افرايم مع زملائهم نواب أربيل تقريراً
تضمن فحواه تأجيل البت في المعاهدة حتى تنتهي مشكلة الموصل الاّ أن هذا التقرير
رفض بأكثرية الأصوات عندما وضع للتصويت . (60)
اثارت المناقشات حول التصويت على المعاهدة داخل المجلس المندوب
السامي البريطاني الذي هدد بحل المجلس في حالة رفضه التصويت على المعاهدة ، وابلغ
هذا الحال الى الملك فيصل الذي دعا بدوره النواب للأجتماع والمصادقة على المعاهدة
قبل منتصف ليلة 10/11 حزيران 1924 وهو الموعد المحدد للأنذار البريطاني (61) وفعلا
تم التصديق على المعاهدة من قبل نواب المجلس التأسيسي بعد مناوشات كبيرة على شرط
ان تعد المعاهدة لاغية اذا لم تحافظ حكومة بريطانيا على حقوق العراق في ولاية
الموصل باجمعها . تخلف عن الجلسة من نواب كركوك كل من صالح النفطجي ودارا الداودة
وجميل بك بابان ، ولعل عدم حضور النفطجي والداودة كان لغرض عدم التصديق على
المعاهدة ، بينما كان جميل بابان غائبا لأكثر جلسات المجلس . (62)
عندما توقفت الحرب العالمية الأولى كانت الجيوش
البريطانية تقف على مشارف مدينة الموصل وتبعد عنها حوالي اثني عشر ميلاً (أي في
منطقة البوسيف الحالية) وفي هذا الوقت وقع الأتراك وممثل عن الحلفاء هدنة مودروس
في 30 تشرين الأول 1918 وصارت نافذة منذ ظهر اليوم التالي بحسب التوقيت المحلي، في
الوقت الذي لاتزال الحامية التركية ترفع العلم العثماني فوق بلدية مدينة الموصل
(63) وفي 2 تشرين الثاني 1918 وصلت تعليمات من القيادة البريطانية العليا الى قائد
الجيش البريطاني السر وليام مارشال تطلب منه احتلال ولاية الموصل كلها، ولما كانت
القوات التركية موجودة في الموصل وبعض مناطق الولاية الأخرى، فقد طلب منهم الجلاء
عن المدينة والمناطق التابعة لها، ووفقا للمادتين 7 و16 من بنود هدنة مودروس دخلت
القوات البريطانية مدينة الموصل ومناطقها عنوة على إثر رفض قائد الحامية التركية
احسان باشا تسليم المدينة, مما ادى الى انسحابه عنها في 5 تشرين الثاني 1918 .
(64)
طرحت مشكلة الموصل هذه للمناقشة في مؤتمر لوزان الأول
الذي عقد في تشرين الأول 1922 وتقدم الطرفان التركي والبريطاني بمذكرات احتوت على
حجج الطرفين وكل واحد منهما يؤكد أحقيته بالولاية (65) فقد طالب الأتراك بولاية
الموصل اعتماداً على بعض الأدعاءات التي لاأساس لها (66) أما البريطانيون فقد عدوا
ان احتلال مدينة الموصل بعد توقيع الهدنة كان لضرورات عسكرية حسب البند السابع من
بنود الهدنة ( 67) كما أن بريطانيا قد وعدت
الشعب العربي بعدم أرجاعه الى الحكم التركي ووعدت فيصل بالحفاظ على الوحدة
الوطنية (68) . وفند الانكليز في المؤتمر الحجج التركية المتعلقة بعدد السكان وحجج
الاتصالات الاقتصادية المزعومة وذكرت بأن تجارة الموصل كانت تقوم مع سوريا وبغداد
بالدرجة الاساس ودحضت الادعاء القائم على أساس تقرير المصير, مما أدى الى انفضاض
المؤتمر في 20 شباط 1923 دون حل للمشكلة ورفض الاتراك العرض الذي تقدمت به الحكومة
البريطانية بعرض القضية على عصبة الامم ( 69 ) .
وفي مؤتمر لوزان الثاني الذي عقد في 23 شباط 1923 أثمرت
ضغوط الحكومة البريطانية بأحالة القضية الى عصبة الامم, حيث أبدى الجانب التركي
ليناً تجاه هذا الموضوع وتم الاتفاق على احالتها الى العصبة في غضون 9 أشهر اذا لم
يتم الاتفاق في شأنها, وقد بدأت المفاوضات في 19آيار 1924 في مؤتمر القسطنطينية,
وتطرق المفاوض التركي فتحي بك الى أسماء بعض الوجهاء الذين يرغبون بانضمام ولاية
الموصل الى تركيا وهم نايب زادة نوري أفندي وسليمان فهمي أفندي وخليل أغا زادة
(جميل) ومحمد نوري أفندي (من الموصل) ونفطجي زادة ناظم بك (من كركوك), رد المفاوض
البريطاني السير برسي كوكس على فتحي بك بأن نوري أفندي نايب زادة هو من فرع مغمور
من عائلة النائب المعروفة وقد خدع والده بأدعائه أنه ذاهب الى تركيا للمتاجرة فلما
أصبح نائباً تبرأ منه أبوه, أما سليمان أفندي فقد كان ملتزمأ ضرائب الموصل ولما
فشل في الايفاء بالتزاماته للحكومة العراقية هرب الى تركيا ليتفادى العواقب, أما
نوري أفندي فقد كان موظفاً في
الحكومة العراقية وفصل لسوء سلوكه ووضع تحت مراقبة الشرطة فوجد من الأفضل ترك
البلاد, وهؤلاء الثلاثه يمكن اهمالهم ولا يستحقون البحث, أما ناظم بك فكان نائب
كركوك في مجلس المبعوثين العثماني في القسطنطينية وقد خدم الحكومة العراقية بعد
الهدنة في لجنة الوجهاء التي ألفت في
سنة 1920 لوضع مشروع قانون الانتخابات للعراق, وفي 1921 طلب وظيفة في
الحكومة العراقية فعرضت عليه متصرفية الحلة ورفضها لأنه رغب في متصرفية كركوك فلما
فشل في الحصول على مرامه شرع بالتآمر على الحكومة العراقية وفي 1923عندما علم أنه
على وشك أن يقتل فرَّ الى السليمانية ومنها الى تركيا. أي أن خلافه شخصي ولايمثل
أي وجهة نظر تتعلق بفئة معينة, أي انه لايمثل حتى عائلته التي يرأسها صالح بك
النفطجي الذي هو عضو في المجلس التأسيسي العراقي وأن هذه العائلة (النفطجي) ساهمت
بشكل أو بآخر في الحفاظ على الوحدة الوطنية للعراق وفي خدمة العراق المعاصر. أما
فتاح بك فهو أخو زوجة الشيخ محمود وعندما ضغطت القوات البريطانية على السليمانية
فر الى تركيا حيث كان يعمل لمصلحة الشيخ محمود الذي حاول أن يرضي المعسكرين .
ثم رد فتحي بك على السير برسي كوكس أن هؤلاء لم يقبلوا
في المجلس الوطني الكبير(70) وانتهى المؤتمر في 5 حزيران 1924 دون التوصل الى
تسوية مرضية, فأحيلت القضية الى عصبة الامم(71) .
قررت عصبة الأمم في 30 ايلول 1924 تكليف لجنة دولية
لدراسة المشكلة دراسة وثيقة وتقديم التوصيات الى عصبة الأمم لأصدار قرارها (72)
وقد تألفت اللجنة من ثلاث أعضاء أحدهم مجري والآخر سويسري والثالث بلجيكي والملاحظ
أن أعضاء اللجنة ينتسبون الى دول صغيرة, واحدة حليفة لبريطانيا والثانية لتركيا
والثالثة محايدة (73) .
تدهور الوضع على الحدود العراقية – التركية فعقد اجتماع
طارئ لمجلس العصبة في بروكسل يوم 27 تشرين الاول 1924 استعرض فيه ممثلا بريطانيا
وتركيا الحوادث الحدودية واقترح المجلس رسم خط للحدود, يمثل الحد الاقصى لكل طرف يسمح له باحتلاله وأن يحترمه الطرفان
عسكرياً وادارياً وكان هذا يمثل قرار المجلس النهائي وقد وافق الطرفان على خط
الحدود الذي أصبح يعرف بـ (خط بروكسل) (74) .
في هذه الفترة كان الوضع حرجاً ومقلقاً للدبلوماسيين
العراقيين فقد كان هاجس الخوف يسيطر عليهم من ضياع الموصل بما فيهم الملك فيصل
نفسه وهذا واضح من التقرير الذي كتبه الى اللجنة يوم وصولها الى بغداد في 16 كانون
الثاني 1925 قائلا (( … لذلك اعتبر الموصل للعراق بمنزلة الرأس لسائر الجسد
واعتقادي الراسخ هو وأن كان الموضوع تعيين الحدود بين العراق وتركيا الاّ أنه في
الحقيقة موضوع كيان العراق ككل ولذلك فان سعادة وشقاء أربعة ملايين من البشر هي الآن
بين يدي لجنتكم العالمية …)) (75), لذلك قرر الملك فيصل زيارة المنطقة الشمالية
بشكل عام والمرور على أغلب مدن ولاية الموصل قبل مجيء اللجنة لأستنهاض الهمم حفاظاً على الموصل قبل مجيء اللجنة
الدولية فقد زار الموصل ثم توجه
منها الى كركوك, ففي يوم 19 كانون الاول 1924 وهو اليوم الاسبق لوصوله سقط ما يدعى
محليا (البلة) وهو أول مطر غزير مستمر شتوي من شأنه أن يشبع التربة بالماء (76)
ففي صباح 20 كانون الاول انطلق الموظفون الحكوميون في كركوك مع المتصرف مجيد بك
اليعقوبي لأستقبال الملك في (التون كوبري) وهي حدود اللواء, وفي قرية (ياروه لي)
التي تبعد أربعة أميال عن كركوك وفي نقطة عبور نهر الخاصة كان النهر فائضاً ولم
يتمكن الموظفون من العبور بشكل يسير, الاّ أن الملك والحاشية كانوا سيصلون بعد
ساعتين, لذلك قرر الموظفون العبور مجازفة وفعلاً تمكنوا من العبور بمساعدة أهالي
القرية المذكورة ووصل الملك والحاشية وتم عبورهم بأمان, بعدها انفتحت أبواب السماء
عن أمطار غزيرة شديدة, الاّ أن ذلك لم يحل دون التئام شمل عدد كبير من الاسر
والوجهاء لاستقباله وكان الاهالي قد خرجوا الى شوارع المدينة وانظمت وحدات الليفي
والشرطة وخيالة القبائل المستقبلين ضمن مظهر مهيب لدخول الملك كركوك, ورفع العلم
العراقي لأول مرة في تاريخ المدينة لشرف المناسبة وبقى مرفوعاً دون اعتراض بعد
رحيل الملك(77) .
بعد انتهاء منهاج الاستقبال والولائم التي تخللته كانت
الانهار الثلاثة(طاووق جاي) (وئاوه سي) (قورجاي) قد فاضت فيضاناً عظيماً وانقطع
الطريق الجنوبي تماماً وتسببت الامطار في الايام التالية بتأخر الركب الملكي وظلت
تمطر دون هوادة ولم تدع فاصلاً حتى يوم عيد الميلاد, بعدها قرر الملك مغادرة كركوك
في يوم 26 كانون الاول 1924 وتمكن من عبور طاووق جاي, وبعدها نزلت الامطار مرة ثانية بشكل كبير مما
اضطر الملك وحاشيته والموظفون الى النزول ضيوفاً على وجهاء كفري, وكان الملك على
الرغم من صعوبة الموقف سعيداً جداً بنجاح زيارته الى كركوك وما حققته (78) .
وصلت اللجنة الدولية الى بغداد في 16 كانون الثاني 1925
وقد صاحب اللجنة الدولية كممثلين عن الحكومة التركية كل من ناظم بك وفتاح بك الذي
ورد ذكرهم فيما سبق, وقد أجرت اللجنة اتصالاتها مع الشخصيات البارزة وزارت الاسواق
وقررت الذهاب الى الموصل التي وصلتها في 27 كانون الثاني 1925(79) وقامت باتصالاتها
وجولاتها في الموصل منذ اليوم التالي .
وحصلت بعض الحوادث والمراشقات الكلامية بين مؤيدي
الطرفين, وحاول بعض السكان الاعتداء على الوفد التركي, الا أن أعضاء اللجنة تمكنوا
وهم متنكرون أن يكونوا فكرة عامة عن الناس, ثم قررت اللجنة بعد ذلك أن تجري
تحقيقاتها في الاقسام البعيدة عن ولاية الموصل في آن واحد من قبل لجان فرعية (80)
.
استفتت اللجنة في لواء كركوك (81) في 12 شباط 1925 حيث
أن اللجنة سبق وأن قسمت الى أربعة هيئات فرعية تتجول كل هيئة في قسم من أقسام
ولاية الموصل واتفقوا على أن يلتقوا في كركوك في 25 شباط 1925. بوشر الاستفتاء في
بناية السراي بسماع الشهود ولم يكن لدى اللجنة التركية قائمة للشهود في كركوك لذلك
تم اختيار سبعة أسماء كيفما اتفق, وقد طرحت عليهم مجموعة من الأسلة البسيطة مثل ما
هي قوميتك؟ ودينك؟ ومهنتك؟ وواسطة النقل التي تستخدمها؟ والسوق التي تبيع فيها
وتشتري؟ وما الى ذلك، ثم طلب بعد انسحاب كل الاشخاص الموجودين في الفرقة بما فيهم
المترجمون, أن يجيبه كل شاهد على هذا السؤال : هل يفضل أن يكون تحت الحكم التركي,
أم الحكم العراقي؟ على الاّ يتضمن الجواب أكثر من كلمة تركيا أوالعراق, وكانت
النتيجة على الرغم من أن أغلبية المستفتى معهم كانوا تركمان, الاّ أن النتيجة كانت
خمسة فضلوا العراق من أصل سبعة (82) .
واصلت اللجنة استفتاءها في القرى المحيطة بالمنطقة ومرت
بالقرى الكردية والعربية والتركمانية وكانت نتيجة الاستفتاء (83) في الارياف أفضل
بكثير من داخل المدن والسبب إن أهل القرى فضلوا عدم العودة الى تركيا بسبب كثرة
الضرائب التي عانوا منها في ظل الحكم التركي فضلاً عن أسلوب جبايتها, الاّ أن هذا
لا يعني أن الانكليز لم يأخذوا الضرائب من السكان لكنهم أعفوا السكان في السنوات
الاولى من الاحتلال, وفي سنوات ظهور مشكلة الموصل تساهلوا جداً في الضرائب, أما
بعدها فان الحال قد تغير(84) .
بعد جولات اللجنة في كل من الموصل وأربيل وكركوك
والسليمانية عادت مرة أخرى في 5 آذار 1925 الى الموصل لكي تقوم باستفتاء في زاخو
ودهوك(85) وقد انتهت العملية بعد عدة أيام وبذلك تكون اللجنة قد استغرقت ما يزيد على
الشهرين في ولاية الموصل(86) .
كتبت اللجنة تقريرها الكامل الى العصبة في 17 تموز
1925(87)، وقدم الى مجلس العصبة في أيلول 1925, وقد تضمن تقرير اللجنة خلاصة
مفادها تثبيت خط بروكسل خطاً نهائياً للحدود بين العراق وتركيا ويكون هذا الحال
بشرطين الاول هو أن تبقى المنطقة موضوع النزاع تحت وصاية عصبة الامم المباشرة
لفترة يقترحون تحديدها بعشرين سنة (88) والثاني يجب النزول الى رغبات السكان
وخصوصاً الاكراد وتعيين الموظفين الاكراد في المناصب الادارية والقضائية والتعليمية, وجعل اللغة الكردية
لغة رسمية في هذه الادارات والمدارس.(89)
أعترضت تركيا على هذا القرار وقالت بأنه ليس من صلاحية
مجلس العصبة أن يعطي الموصل الى العراق بشرط أن يحدد الانتداب لمدة 25 سنة (90)
وقد أحرج موقف تركيا هذا مجلس العصبة وأحيلت القضية الى محكمة العدل الدولية في
لاهاي(91) لتوضيح صلاحية العصبة وأسلوب اتخاذها للقرار في قضية الموصل, وفي أواسط
تشرين الثاني 1925 أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي استنتاجاتها بخصوص المشكلة
التي قدمتها عصبة الامم ومما جاء في هذه الاستنتاجات - أن القرار الذي صدر عن مجلس
العصبة ملزم لكلي الطرفين ويكون تحديداً نهائياً لخط الحدود بين تركيا والعراق
ويجب أن يكون هذا القرار إجماعياً, ولممثلي الجانبين المتنازعين الحق في الاشتراك
في التصويت في مجلس العصبة على أن لايؤخذ صوتهما بالحسبان في حالة تعارضهما مع آراء
أعضاء المجلس الآخرين (92) .
وفي 16 كانون الاول 1925 اتخذ مجلس العصبة قراراً
تاريخياً بأبقاء ولاية الموصل جزءاً من العراق(93) على شرط أن تعقد معاهدة بين
بريطانيا وتركيا حول القضايا الاقتصادية وحول أدارة ولاية الموصل وأن تعطى نسبة
معينة من شركة النفط التركية التي تعمل في أراضي الولاية الى الحكومة التركية وأن
تعقد معاهدة أيضاً بين بريطانيا والعراق خلال ستة أشهر, وبذلك تكون مشكلة الموصل
قد حلت نهائيا(94).
أن أهم ما يلاحظ على مجريات الاحداث هو وقوف بريطانيا
الحازم الى جانب العراق والسبب في ذلك هو أن مصالحها اقتضت بأن تكون الموصل ضمن
العراق وكان وراء هذا الموضوع هو ما مخمن وجوده من نفط ومن موارد معدنية تحويها
أراضي هذه الولاية لذلك نستطيع أن نقول أن وجود النفط في هذه الولاية أستطاع أن
يحفظ عروبتها ويبقي أرتباطها القومي مع بقية العراق, بوقفة بريطانيا القوية لأجل
هذا الموضوع وليس لأجل شي آخر .
بعد انتهاء مشكلة الموصل بدأت المفاوضات مع الحكومة
البريطانية لعقد معاهدة تتلاءم والوضع الجديد وفعلا تم عقد معاهد في عام 1926 الا
أن هذه المعاهد لم تكن ترضي الشعب العراقي وساسته على السواء لذلك قرروا الدخول مع
الحكومة البريطانية في مفاوضات جديدة لغرض تعديل معاهدة 1926(95) والاتفاقيات
الملحقة بها, وبعد مفاوضات طويلة في العراق وفي لندن تم التوقيع على معاهدة جديدة
أيضاً لم تلق القبول على المستوى الشعبي والرسمي على حد سواء فبعد اعلانها قدم
وزيران استقالتهما وتبع ذلك استقالة الوزارة كاملة(96), وتشكلت وزارة جديدة برئاسة
عبد المحسن السعدون أخذت على عاتقها السعي لتعديل المعاهدات والاتفاقيات المالية
والعسكرية الملحقة بها (97) الاّ أن جهود الوزارة الجديدة قد فشلت وأستقال السعدون
من رئاسة الوزارة وظلت البلاد ما يقارب ثلاثة أشهر بدون رئيس للوزراء, وفي الوقت
نفسه حصلت تغييرات سياسية في بريطانية نفسها فقد فاز حزب العمال وشكل الوزارة
الجديدة وعين معتمداً جديداً في العراق هو السرجلبرت كلايتون الذي وصل الى بغداد
في 2 أذار 1929(98).
عهد الملك الى توفيق السويدي بتأليف الوزارة الجديدة في
28 نيسان 1929 وأعلنت الوزارة
الجديدة في منهاجها أن معاهدة 1927 أصبحت مهملة وأن هدف الحكومة هو ألحصول على
تصريح قطعي بترشيح العراق للدخول في عصبة الامم في وقت قريب جداً خالياً من كل قيد
أو شرط , الاّ أن الوزارة استقالت بسبب عدم الحصول على مثل هذا الوعد, ثم شكل عبد
المحسن السعدون الوزارة الجديدة في أيلول 1929 الاّ أنه فشل ايضاً في اقناع الشعب
العراقي والحصول على وعد قطعي في تغيير بريطانيا لسياستها في العراق مما إضطره الى
الانتحار في 13 تشرين الثاني 1929(99) ثم عهد الى ناجي السويدي في تأليف الوزارة
الجديدة في 18 تشرين الثاني 1929، الاّ أنها فشلت أيضا عندما رفض المندوب السامي
البريطاني الإجراءات التي اتخذتها الوزارة بخصوص تقليص عدد الموظفين البريطانيين
واضطلاع العراقيين بمهامهم خلال الفترة المتبقية على قبول العراق عضواً في عصبة
الامم وبذلك استقالت في 9 أذار 1930(100). شكل نوري السعيد وزارته الجديدة في آذار
1930 وبدأت المفاوضات مع الحكومة البريطانية في نيسان 1930 وأنتهت في 30 حزيران من
العام نفسه وتم التوقيع بين الجانبين بالاحرف الاولى على صيغة المعاهدة التي نصت
على عقد حلف أمده (25) سنة بين بريطانيا والعراق, وأكدت عزم بريطانيا على تأييد
دخول العراق في عصبة الامم في عام 1932, وتعهدت بريطانيا أيضاً بأستقلال العراق
التام وانتهاء مسؤوليات الانتداب البريطاني فيه اعتباراً من تاريخ قبوله في العصبة
(101) .
بعد تصديق المعاهدة, أبلغت بريطانية العصبة في 31 أيار 1931 عن رغبتها في أدخال العراق
عصبة الامم, وفعلاً تم قبول العراق عضواً في عصبة الامم في 3 تشرين الاول 1932 وأصبح
دولة مستقلة (102) وقدم نوري سعيد استقالة وزارته في 27 تشرين الاول 1932 على أساس
أن مهمتها انتهت بنهاية الانتداب (103).
كان الآثوريون قبل الحرب العالمية الاولى يعيشون أساسا
في الدولة العثمانية والمناطق الغربية من بلاد فارس, وهم مسيحيون وأغلبيتهم من أتباع
الكنيسة النسطورية(104). وتؤكد المصادر
التاريخية بأن مناطقهم الاصلية كانت في جبال حكاري في ولاية وان بالأناضول
الشرقية (105) وفي ربيع العام 1916 إنتفض الآثوريون على الحكم العثماني بإغراء من
قائد الجيش الروسي المهاجم, ألا أن تراجع قطعاته(الجيش الروسي) أدى الى إبقائهم في
الميدان وحدهم معرضين الى نقمة حكومتهم الشرعية, فلم يجدوا حلاً الاّ في الجلاء عن
هذا المكان(106) .
استغل الانكليز ظروفهم الصعبة هذه وقاموا بنقلهم الى
العراق لأهداف سياسية وعسكرية واستراتيجية, وتم اسكانهم في معسكرات بالقرب من
ديالى (107) وسميت بالليفي التي تعني (حشد الجند)(108), وتحولت فيما بعد الى أداة
رئيسية بيد الانكليز استخدموها على نطاق واسع ضد النضال التحرري العراقي(109) .
وبما أن الآثوريين أو (ما يسمون بالتيارين النساطرة) هي
مجاميع قبيلة جبلية محاربة (110) فقد أحدثوا الكثير من المشاكل للحكومة العراقية
الفتية منها مثلاً المشكلة التي حدثت في 15 آب 1923 في الموصل في منطقة سوق
العتمة(111) التي راح ضحيتها بعض أفراد السكان, مما دفع الحكومة البريطانية الى
نقلهم الى كركوك(112) .
أدى نقل الآثوريين الى كركوك الى إحداث مشكلة مشابهة
لتلك المشكلة التي حدثت في الموصل لكنها أفضع بكثير من مشكلة الموصل, ففي صباح يوم
4 آيار 1924عندما كان مجموعة من الجند الليفي يتجولون في أسواق كركوك, وقد تخاصم أحدهم
مع مواطن من أبناء المدينة مما أدى الى اصابة الجندي بجروح بسيطة, وهرب الباقون
الى ثكناتهم وأستنجدوا برفاقهم الذين تحمسوا للموضوع, وحاول بعض الضباط الآثوريين
مثل النقيب كرور وكنك وبيجو تهدئة الموقف عن طريق وعد الجند بمعاقبة أصحاب
الدكاكين وأمروهم بعدم ترك المعسكر في ذلك الوقت حتى تصفية الموضوع, ألاّ أن
الحماس غلب عليهم, وخرجوا من الثكنة يحملوا أسلحتهم وتمكنوا من عبور الجسر (113)
ودخلوا بيوت بعض المسيحيين مثل دار توما وبليمون وأخذوا مواضع للرمي من
سطوحها(114) وبدءوا بإطلاق النارعلى السكان بوحشية في منطقة (حمام علي بك الحالية)
ولم يكن هناك من يردعهم, حيث أن قوات الشرطة كانت قد تلقت أمراً من ضابط الشرطة
البريطاني بعدم التدخل في الموضوع(115) مما أدى الى سقوط أكثر من خمسين قتيلاً(116)
وجرح أكثر من 100 آخرين(117) .
أثارت هذه الحادثة الحماس في نفوس سكان اللواء مما أدى
الى تهيؤ القبائل المحيطة بكركوك لمهاجمة الجنود الليفي في مقرهم ثأراً لأبناء
المدينة, حيث سارت في اليوم التالي زاحفة الى كركوك, لكن وصول المندوب السامي
البريطاني الى كركوك قبل وصول القبائل واتخاذه قراراً بأخراج الليفي من كركوك
وترحيلهم الى جم جمال حال دون وقوع مصادمة أخرى(118) ولم تقتصر اجراءات المندوب السامي (دوبس) على اخراج الليفي
فقط من كركوك وإنما قام أيضا بعزل فتاح بك وولى رئيس البلدية مجيد اليعقوبي كمتصرف
لكركوك, الذي وعد بتهدئة المدينة والقضاء على التوتر, وفعلاً قام المتصرف الجديد
باعتقال كل من حسين أغا النفطجي وسليمان بك درويش وخير الله حسن أفندي على اعتبار أنهم
لا زالوا يحرضون السكان على الانتقام من الليفي, كما أن المندوب السامي بعث بمبلغ
200,000 روبية لصرفها على المنكوبين سلمت الى عبد الله صافي أفندي شقيق
المتصرف(119) .
وعلى الرغم من الاساليب الوحشية التي مارسها الجنود
الليفي في حادثة كركوك, ألاً أنها على ما يبدو أشعرت الانكليز بالارتياح أذ أثبت الآثوريون
مقدرتهم على ارهاب السكان وزرع القلق في نفوسهم فضلاً عن إمكانية استغلالهم كلما
دعت الحاجة(120) وهذا ما يفسر لنا معارضة الحكومة البريطانية فيما بعد معاقبتهم,
وظلت تضغط على الحكومة العراقية الى أن استطاعت الحصول على قرار في 29 حزيران 1926
أعفى المحكومين منهم وتم ترحيلهم الى قرى العمادية(121) .
ـــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1.ستيفن همسلي لونكريك، العراق الحديث من سنة 1900الى سنة
1950، الجزء الاول، ترجمة وتعليق سليم طه التكريتي(بغداد، مطبعة الحسام، 1988)
ص163
2.المصدر نفسه .
3.أي . تي ولسن، بلاد ما بين النهرين بين ولائين، ج2،
ترجمة وتعليق فؤاد جميل، (بغداد مطابع دار الجماهير(1971) ص158
4.للمزيد من التفاصيل حول احتلال كركوك راجع :
British report
reports of ademonstration for 1918 – of Parisians and districtis of the occupied territories in Mesopotamia ، vol ، p . 430-435;
أبراهيم خليل احمد، ولاية
الموصل دراسة في تطوراتها السياسية 1908– 1922،
رسالة ماجستير، (جامعة بغداد كلية الاداب 1975)، ص 347 .
5.المقصود هدنة مودرس التي وقعت في تشرين الاول 1918 بين
دول الوسط والحلفاء نصت على ايقاف العمليات العسكرية والسماح لقوات الحلفاء
بأحتلال الاجزاء التي تراها مهمة في الستراتيجية العسكرية. راجع الموسوعة
السياسية، عبد الوهاب الكيالي وكامل الزهيري، الموسوعة السياسية،(بيروت)،المؤسسة
العربية للدراسات والنشر1974).
6.فاضل حسين، مشكلة الموصل دراسة في الدبلوماسية العراقية –
البرطانية التركية وفي الرأي العام، ط3(بغداد، مطبعة اشبيلية 1977) ص3، يذكرأن
شتاء سنة 1918 كان قاسياً، وتميزت هذه السنة بالغلاء الفاحش وقلة في الانتاج
الزراعي، فقد تعرض الجيش التركي نتيجة لهذه الظروف الى مجاعة وخصوصا اثناء انسحابه
حتى ان قسما من الجنود الاتراك اكلوا الجيف فضلا عن تعرضه لغارات العشائر في
الطريق التي كانت تطمع في تسليب سلاح الجنود، وحدثت نتيجة لذلك عدة حوادث قتل سواء
بين الاهالي أو بين صفوف الجنود الاتراك، مقابلة شخصية للباحث مع الحاجة وضحة ملا
حسين في قرية الماحوزاحدى قرى ناحية الملحة القديمة(قضاءالحويجة حاليا). وهي من
مواليد 1899 ، بتاريخ 27/9/2001.
7.حسين، المصدر السابق، ص 3
8. op . cit.
P . 430, British
report
9.البرت. م .منتشا شفيلي، العراق في سنوات الانتداب
البريطاني، ترجمة هاشم صالح التكريتي،(جامعة بغداد 1978)، ص152
10.المصدر نفسه .
11.مقابلة شخصية مع الحاجة وضحة ملا حسين.
12.منتشا شفيلي، المصدرالسابق، ص 152.
13.وهو من أبناء كركوك .
14.السويدي اسرة عراقية تنتمي الى الشيخ عبد الله ابي البركات
ابن الشيخ حسين بن مرعي بن ناصر الدين رفع نسبه الى موفق بن طلحة بن جعفر المتوكل
الخليفة العباسي ابن المعتصم بن هارون الرشيد في عام 1915 سيق يوسف السويدي الى
لبنان ونفي مع احرار العرب الى بعض قرى الاناضول ثم اقام في الاستانة حتى قيام
الحياة النيابية في العراق سنة 1925، عين يوسف السويدي عضوا في مجلس الاعيان
واختير اول رئيس له في 16 تموز 1925 وجددوا انتخابه للرئاسة الى 16 تموز 1929،
وادركه الموت ببغداد في 28 اب1929 فشيع الى مثواه الاخير في تلك الليلة،للتفاصيل
راجع مير بصري، اعلام السياسة في العراق الحديث (بيروت 1988) ص 104 –
105.
15.نبيل عكيد محمود المظفري، دور نواب كركوك في مجلس النواب
العراقي خلال العهد الملكي 1925- 1958، رسالة ماجستير، كلية الاداب، جامعة الموصل
2000، ص19.
16.شاكر صابر الضابط، موجز تاريخ التركمان في العراق، ج
الاول(بغداد ،مطبعة المعارف 1961 )ص135 .
17.المظفري، المصدر السابق، ص 19 .
18.محمد طاهر العمري، تاريخ مقدرات العراق السياسية، ج 3(
بغداد-المطبعة العصرية 1925)ص22
19.حسين، المصدرالسابق، ص4-5 .
20.عبد الله الفياض، الثورة العراقية الكبرى سنة 1920(مطبعة
الارشاد، بغداد 1963) ص 167
21.حسين، المصدر السابق، ص5
22.المظفري، المصدر السابق، ص26
23.وميض عمرنظمي، الجذور السياسية والفكرية والاجتماعية
للحركة القومية العربية(الاستقلالية) في العراق(بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية
1984) ص 303 .
24.احمد، المصدر السابق، ص 436 .
25.عبد الرزاق الحسني، الثورة العراقية الكبرى، ط2(لبنان
مطبعة العرفان 1965) ص3
26.المظفري المصدرالسابق، ص26
27.احمد رفيق البرقاوي، العلاقات السياسية بين العراق
وبرطانيا 1922- 1932(بغداد، دار الرشيد 1980) ص 18- 19 .
28.متي عقراوي، العراق الحديث، ترجمة متي عقراوي ومجيد
خدوري( بغداد، مطبعة العهد،1936) ص 307
29.للتفاصيل حول الثورة راجع الفياض، المصدر السابق،
الحسني، الثورة العراقية الكبرى، نظمي المصدرالسابق، ص303، كوتلوف، ثورة العشرين
التحررية .
30.تأسست في الموصل قبل اندلاع الحرب العالمية الاولى
ظاهرها ادبي وفي باطنها تعمل على استقلال البلاد العربية، ومن ابرز مؤسسيها اسرة الغلامي وكذلك مصطفى ال امين اغا ومكي
الشربتلي وثابت عبد النور وغيرهم، للتفاصيل حول هذه الجمعية ودورها راجع ابراهيم
خليل احمد((جمعية العلم السرية ودورها في تنامي الوعي العربي في الموصل1918)) مجلة
بين النهرين، ع(26)الموصل(1979) ص211-220
31.تشكلت هذه الجمعية من قبل بعض الوطنيين من ابناء كركوك
وخاصة اسرة النفطجي، انضم اليها عدد من الضباط المتقاعدين والموظفين، هدفها القيام
بثورة ضد الانكليز، وكانت على اتصال مع فرع جمعية العهد في الموصل، ويبدو ان هذه
الجمعية قد تأسست في نهاية عام 1918 للتفاصيل راجع احمد، ولاية الموصل، ص488–
490 .
32.المظفري، المصدرالسابق، ص20- 21 .
33.كمال مظهراحمد، دور الشعب الكردي في ثورة العشرين
العراقية(بغداد مطبعة الحوادث 1978)ص124-128 .
34.المظفري، المصدر السابق، ص 23 .
35.ابراهيم خليل احمد وجعفرعباس حميدي، تاريخ العراق
المعاصر(الموصل، جامعة الموصل 1988) ص23. محمد حمدي الجعفري ، بريطانيا والعراق :
حقبة من الصراع 1914 – 1958(بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة 2000) ص 25
.
36.هو من مواليد بغداد في عام 1845 وتوفي في حزيرن 1927،
تسلم رئاسة اول حكومة عراقية في 1920 وله نشاطات دينية واجتماعية، للتفاصيل راجع
بصري، المصدر السابق، ص 57 – 66 .
37.زكي صالح، مقدمة في دراسة العراق المعاصر، (بغداد، مطبعة
الرابطة 1953)ص53- 54 .
38.ابراهيم خليل احمد، تطور التعليم الوطني في العراق 1869 –
1932(البصرة – مركز دراسات الخليج العربي 1982) ص 120 ؛ نزار توفيق
الحسو، الصراع على السلطة في العراق الملكي(بغداد، دارافاق عربية 1984) ص 158.
39.للتفاصيل حول اسماء المرشحين راجع رجاء الخطاب،
عبدالرحمن النقيب(بغداد، المكتبة العالمية 1985) ص 27 ؛ محمد مهدي كبة، مذكراتي في
صميم الاحداث 1918 – 1958(بيروت 1965)ص24. من الجدير بالذكر ان بعض
الاوساط المثقفة في المجتمع البغدادي قد رشحوا احد ابناء السلطان عبد الحميد
الثاني وهذا يرتبط بأعتقادنا بعاملين الاول ان هذه الاوساط لا تزال تحتفظ بسمعة
طيبة للسلطان عبد الحميد ، والثاني ان هذه الاوساط كان لها ارتباطات ثقافية مع
العهد العثماني الذي انطوت صفحته بهزيمة الدولة العثمانية في 1918 .
40.كان فيصل بن الحسين من المع الشخصيات المرشحة وكانت الامور
تجري بتنصيبه ملكا على العراق حتى قبل مؤتمر القاهرة، الا ان طرح قائمة من
المرشحين هو لغرض اضفاء صفة الديمقراطية على هذا الموضوع، فضلا عن كسب الوقت في
اكمال ترتيبات الاختبار، للتفاصيل راجع المس بيل، خلق الملوك، جمع وتحقيق بثينة
عبد الكريم الناصري، (بغداد، مكتبة النهضة 1973) ؛ غسان عطية، العراق : نشاة
الدولة 1908 – 1921، ترجمة عطا عبدالوهاب (لندن دار السلام 1988) ص
500.
41.لونكريك، المصدر السابق، ص 214 .
42.وهو من اهالي طوز خورماتو وقد عمل كجنرال سابق في الجيش
التركي.
43.سي جي، ادموندز، كورد وترك وعرب، ترجمة جرجيس فتح الله
(بغداد 1971) ص 255 .
44.امين سعيد، الثورة العربية الكبرى، (القاهرة . د ت) ص 11-19 .
45.احمد وحميدي، المصدر السابق ، 335 .
46.للتفاصيل حول المعاهدة راجع البرقاوي، المصدرالسابق، ص
35-62؛ عبد الرزاق الحسني العراق في ظل المعاهدات(بيروت ط 6 مطبعة دار الكتب 1983)
47.فيليب ايرلاند، العراق : دراسة في تطوره السياسي، ترجمة
جعفر خياط (بيروت 1949)ص24 – 25 .
48.احمد وحميدي، المصدر السابق، ص 35 .
49.الحسو، المصدر السابق، 159 .
50.احمد وحميدي، المصدر السابق، ص 37 .
51.للتفاصيل حول مواد المجلس، وقانونه راجع محمد مظفر
الادهمي، المجلس التاسيسي العراقي، ج الاول والثاني(بغداد، دار الشؤون الثقافية
العامة 1989) .
52.رجاء حسين حسني الخطاب، العراق بين 1921-1927(بغداد، دار
الحرية للطباعة 1976)، ص 511
53.ادموندز، المصدر السابق، ص 274 .
54.جمهورية العراق، وزارة الثقافة، دار الكتب والوثائق(د .
ك . و )ملفات وزارة الداخلية 2620/4/32054، وثيقة 18، ص 58.
55. د. ك. و،
ملفات البلاط الملكي، ملفة رقم 2614/311، وثيقة 9، ص 9 .
56.المظفري، المصدر السابق، ص 33 .
57.هو محمد جعفر بن مصطفى بن عبدالرحمن العسكري ولد في
بغداد في 15 ايلول 1885، سافر الى استنبول في 1901 وتخرج ملازما في الجيش في 1940،
ومنح رتبة نقيب في سنة 1912 وفي عام 1913 عين مدرسا في المدرسة العسكرية في حلب
ودخل في عام 1914 مدرسة اركان الحرب التركية، واشترك في الحرب العالمية الاولى ضد
الحلفاء، اسر من قبل القوات الانكليزية في مصر في عام 1915، انضم الى جانب الشريف
حسين في شباط 1917، وعندما تأسس الجيش العراقي في 1921 كان له الدور الاكبر في
تأسيسه، وتقلد منصب رئيس الوزراء عدة مرات وقد قتل في انقلاب بكر صدقي في عام 1936 للتفاصيل راجع بصري، المصدر
السابق، ص 85-93 .
58.عبد الرزاق الحسني، العراق في دوري الاحتلال والانتداب ج
الاول(صيداء 1935)ص 98 .
59.الخطاب، العراق بين 1921 – 1927 ص
327 .
60.المظفري، المصدر السابق، ص 34- 35 .
61.سامي القيسي، ياسين الهاشمي ودوره في السياسة العراقية
بين عامي 1922-1932، ج 1(البصرة، مطبعة الحداد 1975) ص 185 –
186 .
62.المظفري، المصدرالسابق ص 36 .
63.الجعفري، المصدرالسابق ص 41.
64.حسين ، المصدرالسابق ص 2
65.يقصد بالولاية هنا ليس المركز فقط وانما الولاية بحدودها
الطبيعية حتى جبل حمرين جنوبا .
66.لونكريك، المصدرالسابق ص240.
67.منتشاشفيلي، المصدرالسابق ص 245.
68.احمد وحميدي، المصدر السابق ص46
69.لونكريك، المصدر السابق ص240-241 .
70.حسين، المصدر السابق ص 43 .
71.المظفري، المصدر السابق ص 34 .
72.سيار الجميل، زعماء وافندية : الباشوات العثمانيون
والنهضويون العرب، البنية التاريخية للعراق الحديث0الموصل نموذجا)، (عمان، المطبعة
الاهلية للنشر والتوزيع 1999) ص 288 .
73.هنري فوستر، نشـأة العراق الحديث، ترجمة سليم طه
التكريتي، الجزء الاول (بغداد، المكتبة العالمية 1989) ص 254 .
74.احمد وحميدي، المصدرالسابق ص 47.
75.نقلا عن ادموندز، المصدرالسابق ص357 .
76.يعد سقوط المطرالغزير قبيل مقدم شخصية كبيرة فالا حسناً
وزيارة ميمونة ويرفع من قدرالزائر وفي هذه المناسبة كانت البلة قد تأخرت عن موعدها
المألوف شهرين كاملين وكان القلق الشديد يسود الناس، لذلك لم تكن هناك ساعة افضل
من هذه الساعة .
77.ادموندز، المصدرالسابق ص353 .
78.المصدرنفسه. لقد كان الترحيب الذي حظي به الملك اكثرمما
كان يتوقع، ويبدوا انه اثار في نفوس السكان الاستعطاف والحمية في قضية الموصل،
لهذا كان مسرورا جدا بما لمسه .
79.حسين، المصدرالسابق ص 62 .
80.للتفاصيل راجع المصدر نفسه ص62- 66 ادموندز،
المصدرالسابق ص 658 - 359 .
81.منتشأ شفيلي، المصدر السابق ص 262 .
82.ادموندز، المصدرالسابق ص366-368.
83.لم يكن اهالي القرى يعرفون ما هو الاستفتاء وماذا يعني
لذلك كان على اللجنة والمترجمين ان يفهموا الاهالي هل يريدوا الحكم الحالي ام
يعيدوا لهم الحكم التركي . وعلى العموم في اغلب المناطق اختارت الحكم الحالي لان
الاتراك في اواخر ايامهم اثقلوا كاهل الطبقات الفقيرة بالضرائب، مقابلة شخصية مع
الحاجة وضحة ملا حسين .
84.المصدرنفسه .
85.المصدرنفسه 377-378.
86.لونكريك، المصدر السابق ص 254.
87.Peter sluglett , Britain in iraq
1914-1932,(London,oxford 1976) p 124.
88.لونكريت، المصدر السابق ص254.
89.Sluglett op.cit , p.187. .
90.منتشاشفيلي، المصدر السابق ص263 .
91.Sluglett op.cit , p.124
92.منتشاشفيلي، المصدر السابق ص263-264.
93.وميض جمال عمر نظمي واخرون، التطور السياسي المعاصر في
العراق، (جامعة بغداد ، د . ت) ص 169 .
94.منتشاشفيلي، المصدر السابق، ص 265 .
95.البرقاوي، المصدر السابق، ص100-110 .
96.للتفاصيل راجع المصدرنفسه ص110- 147 .
97.نظمي واخرون، المصدر السابق ص182.
98.احمد وحميدي، المصدر السابق ص64-66.
99.للتفاصيل حول حياة السعدون وانتحاره راجع لطفي جعفر فرج،
عبد المحسن السعدون ودوره في تاريخ العراق السياسي المعاصر،(بغداد مكتبة اليقظة
العربية 1988) .
100.عبدالرحمن البزار، محاضرات عن العراق من الاحتلال حتى
الاستقلال (القاهرة – مطبعة الرسالة ، ط2، 1960) ص 188.
101.نظمي واخرون، المصدر السابق183 .
102.احمد وحميدي، المصدر السابق ص72 .
103.ناجي شوكت، سيرة وذكريات ثمانين عاما 1894- 1974(بيروت –
مطبعة دار الكاتب ط 2 ، 1975)ص205 .
104.منتشاشفيلي، المصدر السابق ص344.
105. Minorities in the Arab World (London
A.H.Hourani 1947) p.99.
106.ادموندز، المصدر السابق ص347.
107.رياض رشيد ناجي الحيدري، الاثوريون في العراق 1918-
1936، رسالة ماجستير، كلية الاداب جامعة القاهرة 1977، ص 11.
108.جي جلبرت براون، الليفي العراق 1915- 1932، ترجمة مدرسة
التطوير القتالي(بغداد وزارة الدفاع، د.ت)ص2 .
109.عامر سلطان قادر الاسحاقي، العراق وعصبة الامم1920-1939
رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة الموصل2000، ص 66 ؛ عباس عطية جبار، الحياة
البرلمانية في العراق 1932 – 1939، رسالة ماجستير، كلية الاداب، جامعة بغداد
1972، ص 108 . .
110.يدعي ألا ثوريون بانحدارهم من الأقوام الآشورية مستندين
فقط على الاسم وبدعاية بريطانية الا انهم بدون شك ليس من الاشوريين وانما هم
الاتباع الحقيقيون لكنيسة مشهورة عالمية هي الكنيسة الاثورية، الاسحاقي، المصدر
نفسه .
111.عبد الرزاق الحسني، تاريخ الوزارات العراقية، الجزء
الاول(بغداد، دارالشؤون الثقافية العامة 1988)ص206، جريدة العراق، (990) في 17 اب
1923.
112.براون، المصدر السابق، ص 36 .
113.كان معسكر الاثوريين في الجهة الشرقية من كركوك أي خلف
قلعة كركوك، اما موقع قيادة الاثوريين فقد كان ملاصقاً للسراي أي قرب مديرية شرطة التأميم الحالية .
114.براون، المصدر السابق، ص 363.
115.ادموندز، المصدر السابق، ص 349 .
116.منتشاشفيلي، المصدر السابق، ص 363 .
117.ادموندز، المصدر السابق، ص 349 .
118.الحسني، تاريخ الوزارات، ج الاول ص206، الاسحاقي،
المصدرالسابق، ص 68.
119.الحسني المصدر نفسه ص 206- 207.
120.المصدر نفسه .
121.الاسحاقي، المصدر السابق ص 68.