عشائر
التأريخ الحضاري والاجتماعي
لعشيرة الحديديين في كركوك
يونس عاصي الحديدي/ كركوك
لا
يمكن فصل مدينة كركوك كبيئة جغرافية واجتماعية عن الحديديين أو فصل الحديديين
كأشخاص وأفراد عن مدينة كركوك سواء كان إرث اجتماعي أو تكوين قومي، ولغرض أن نثبت أن
الحديديين موروثهم الاجتماعي واشعاعهم الثقافي تسلط كضوء ناصع على شعب كركوك هذا مما يجعل من المؤرخين والباحثين أن
يضعوا بصمات واضحة لتأريخ الحديديين بدلاً من الاشارات الجوفاء التي نسمع بها بين
الحين والآخر من قبل أشخاص سياسيين أو أفراد كأن لهم الفضل في ذكر الحديديين في
مدينة كركوك ونعتقد انها كلمة حق يراد بها باطل لأن صيغة الطرح تومىء للآخرين انهم
وافدون على كركوك ولكن لهم قدم تأريخي معين ومحدد وهذا ما لا نقبله لأننا لو وضعنا
هذا المعيار على مكونات كركوك فينطبق عليهم أي أن لهم محددات تأريخية معينة في
مدينة كركوك، مثلاً الاكراد لم يكونوا جميعهم ساكنين في كركوك منذ الأزل وهكذا
التركمان وغيرهم إذن يفترض أن نسلم بأن الحديديين كركوك وكركوك الحديديين وحتى لو
انني حددت تأريخ معين لتواجد الحديديين فقط هو للدراسة الموضوعية وليس إلاّ وحتى لو قارنا منطقتهم مع مناطق
كركوك لوجدناها أكبر وأقدم مناطق كركوك هذا من جانب ومن جانب آخر قبل أن يسكنوا
هذه المحلة أو القرية انهم من السادة الحسينية النسب وكانوا عرب رحل يجوبون أطراف
كركوك والعراق لرعي مواشيهم وقبل 308 عام أي من سنة 1700م كانوا يجولون منطقة
الحويجة (المملحة) بحثاً عن الماء والكلأ ثم ينتقلون بالقرب من كركوك ليتاجروا
بالمواشي وكثيراً ما كانوا يسكنون بيوتاً من الشعر بالقرب من نهر كان موجود
وحالياً يمر من تحت مستشفى الشفاء الحالي ويمر عبر منطقة تسعين حيث كان أهالي هذه
المنطقة يزرعون محاصيلهم الزراعية ويسقونها من هذا النهر ولكون الحديديين لهم
خاصية هي السرعة في التحضر والرغبة في الاستقرار يصاحبه الاعتزاز بالموروث
العشائري والاجتماعي لذلك سكنوا المدينة في أماكن متعددة من كركوك منها
عرب(محلاسي) و(الجنجية) و(القورية) و(صاري كهية) و(الشورجة) وغيرها من مناطق كركوك
ولا زالت لهم بيوت ملك في بعض هذه المناطق وقد استقر بهم الحال عام 1885م واستقروا
في منطقة قرب البهو على شكل بيوتات من الطين ثم انتقل قسم منهم الى المنطقة
المحصورة بين شارع الجمهورية وشارع الثورة بالقرب من بناية المحافظة وأصبحت لهم
منطقتين في سنة 1945م حيث اشتروا الاراضي من سيد جهاد وكان تأثير الشيخ الحاج
(عاصي محمود مرعي) واضح لذلك استطاع ادارة شؤون عشيرته بعد التأريخ المذكور ولملمة
شملهم في منطقتين من كركوك وكان هذا هو العامل الاساسي في الحفاظ على هويتهم
العشائرية وعدم التأثر بما يحيط بهم
من طوائف وأقليات بل العكس تأثر بهم الكثير من الطوائف والاقليات لأنه مصدر اشعاع
وعامل جذب قوي وهناك أدلة كثيرة تثبت تواجد هذه العشيرة منذ القدم، وبادروا في
الثمانينات والتسعينات الى استحداث مناطق أخرى حيث استقر قسم منهم حالياً في منطقة
الخضراء وبادروا ايضاً بشراء أراضي على شكل دونمات في منطقة جرداقلي ومنطقتي جنوب
كركوك أطراف الحي الصناعي وذلك نتيجة للاختناق السكاني الذي حدث في مناطقهم
الاصلية. ومن الادلة التي تثبت تواجد هذه العشيرة منذ القدم في مدينة كركوك :-
1-
وجود مقابر الحديديين في منطقة المصلى تحمل تواريخ قبور موتاهم عام 1800م أي انهم
متواجدون قبل هذا التأريخ .
2-
حينما زار الملك فيصل في العشرينات من القرن السابق محافظة كركوك أمر بتوزيع
الاراضي لإسكانهم وقد رفضوا ذلك خشية تجنيدهم في الجيش .
3-
مشاركتهم بمنع الشيوعيين من الاعتداء على التركمان عام 1959 م في مجزرة كركوك حيث
قاموا بتوزيع الخبزعلى الدور المحيطة بهم من التركمان .
4-
لجأ الكثير من تجار التركمان أثناء المجزرة الى بيت الحاج عاصي محمود مرعي
لحمايتهم ومنهم (عبد التتنجي / محلة السوق الكبير، علي عبد الرزاق / صاحب جامع
الزهور، بهاء الدين / استاف في شركة النفط ، وآخرون ) .
5-
دخلوا المعترك السياسي في مدينة كركوك ومن شخصيات وطنية وسياسية عديدة منها
الاستاذ (خميس عاصي الحديدي) الذي تعرض للمطاردة والإضطهاد عام 1968 وترك كركوك
الى سوريا عام 1969م بعد صدور أمر القاء القبض عليه .
6-
ولغرض الوقوف على أبرز شخصيات هذه العشيرة وتأثيرها على مجتمع كركوك سنقوم
بتفصيلها ووفقاً للوظائف والمناصب التي كان لها تأثير كبير علماً بأن تعداد
الحديديين الحالي بلغ (15) الف نسمة .
القطاع
التجاري :- كان للحديديين باع طويل في الجانب التجاري في بداية الأمر حيث
كانوا يعملون في تربية وتجارة المواشي لأعداد كبيرة جداً منهم الحاج (عاصي محمود)
ومن أقرانه من التركمان السيد صديق طوفور وعلي عبد الرزاق والتاجر عيدان شطب ومالح
علي وذنون حميد واسماعيل ابراهيم الحاج خلف تبن .
وأقدم
قهوة كان صاحبها السيد أحمد خلف وكانت مقر لأصحاب العربات قبل قدوم سيارات التاكسي
والكامنة في محلة (الجنجية ) بين ساحة العمال وأحمد آغا .
ومن
البارزين الذين كانوا يدافعون عن المنطقة من اعتداءات الشقاوة كل من (حسين مغار،
اصليل كريم) .
قطاع
الملالي :- كان لهم من الملالي الذين يعتنون بالعلوم الدينية وتربية الاطفال
في دراسة العلوم الدينية وتعلم قراءة القرآن منذ عام 1800م ومنهم الشيخ سليمان
الحسن والعالم حسن ربيع وملاّ طه والحاج أسود وساهموا مساهمة فعالة في تعليم بعض
من الرعيل الاول قراءة القرآن . ومن مختارية المحلة منذ عام 1936م المختار مغار
جودر وتولاها بعده المختار جاسم خناو وبعدها تولاها المختار شحاذة أحمد جاسم
وحالياً المختار صاحب شحاذة أحمد ومن الذين عملوا في القطاع التعليمي والتربوي
الاستاذ (مهدي مصطفى مغار)، كامل ابراهيم، جاسم محمد عبد الله، سلمان حمزة، محمد
غريب، الخطاط مخلف عطية، (هذا الرعيل الاول) أما (الرعيل الثاني) هم :- فاضل كريم،
زكي مصطفى، صالح هادي، عدنان حمزة، غفور جبار، جمعة خلف، علي أحمد و(الرعيل
الثالث) هم : قاسم محمد عبد الله، طالب ناصر، فلاح مهدي، باسل محمد، حسين محمد،
حامد محمد، عدنان حسن، يونس حسن، أحمد شهاب، نجم عبد الله، صالح فهد، اسماعيل
نافع، صفاء كامل، خالد محمد، عادل حمزة، عادل حسين، جمعة حسن، محمد رحيم،
والمدرسات : خديجة نصيف، عائشة نصيف، هدى كامل، لندن حميد، عطوة مولود، سلوى حسين،
شمسة مولود، بشرى ابراهيم، منى صالح، جوري صالح، تحرير محمود، بشرى خلف، يسرى
احمد، سلمى نصيف، مرسوم حميد، هميلة كاظم، سندس كاظم، تفيدة فهد.
ومن
الذين خدموا في القطاع العسكري :- لواء رمضان، عقيد احمد، عقيد ركن
ابراهيم، عقيد علي، عميد جمعة، عميد يوسف، مقدم كامل، مقدم نوري، الشهيد المقدم
الركن(عامر حميد ذنون)، مقدم صاحب، عقيد اياد، الشهيد المقدم(فاضل أسود)، المقدم
باسل، المقدم خالد حسين، المقدم المهندس علي، المقدم ثائر، المقدم ثامر، عقيد طيار
حسون، مقدم رعد، مقدم يوسف، مقدم اسماعيل، رائد مروان، مقدم عبد الله، مقدم محمود،
مقدم مبدر، نقيب باسل، مقدم فراس، مقدم صاحب، مقدم محمد، مقدم ابراهيم، عقيد مهدي،
مقدم عيسى، عقيد سلام .
وأما
من ساهم مساهمة فعالة في القطاع الصحي والطبي منهم الدكتور العقيد خليل ابراهيم،
دكتورة جميلة، دكتور عقيد عيسى حبيب، دكتور حسين فاضل، دكتور صبحي صالح، دكتور
فلاح عواد، دكتور حازم فيصل، دكتور زيد رمضان .
قطاع
المهندسين :- المهندس سلمان داوود، المهندس ثامر جاسم، المهندس صلاح مهدي،
المهندس الشهيد حسين سلمان، المهندس أسعد فاضل، المهندس عباس سعد، المهندس حسان
عبد تايه، المهندس موفق فاضل .
قطاع
القانون والمحاماة :- المحامي يحيى عاصي محمود، المحامي حبيب خميس، خيري صباح، رعد
صباح، مثنى مهدي، أحمد تايه، ودود حبيب، اسماعيل أحمد، ابراهيم اسماعيل، سيف سعد،
رجاء خليل، قيس عواد، ابراهيم أحمد، محمد ابراهيم، فيحاء سهيل، مزاحم محمد، عباس
فاضل.
ومن
أصحاب الشهادات الاخرى الدكتور هاشم محمد عبد الله (دكتوراه في علم الذرة) الدكتور
محمود حميد نون (دكتوراه لغة انكليزية) الاستاذ حسيب زيدان (ماجستير لغة عربية)
الاستاذ عماد علي مغار(ماجستير) سعدي عواد (ماجستير تأريخ) علاوي فوزي وسمي (ادارة
واقتصاد) صباح فاضل وسمي (تجارة) شهاب أحمد (ادارة واقتصاد) وهناك الكثير من أفراد
العشيرة الذين عملوا في ادارة الدولة بصفة موظفين في كل من الدوائر التالية : شركة
العمليات النفطية، شركة المنتوجات النفطية، البلديات، التربية، المواصلات، السوق
المركزي، المؤسسات التجارية.
وهذا كان بشكل مختصر لواقع عشيرة
الحديديين في محافظة كركوك كما أشير الى ان هناك وثيقة عثمانية على شكل رسالة
مرسلة من والي بغداد الى شيخ عشيرة شمر(الجربة) تشير الى عشيرة الحديديين وعشيرة
العبيد سنة 1233هـ أثناء حدوث المعركة بين شمر والعبيد في تلعفر وجراء هذه المعركة
نزحت الوجبة الثانية من عشيرة الحديديين الى منطقة الحويجة في مدينة كركوك نتيجة
تسلط عشيرة شمر على الحديديين والعبيد بترخيص من الوالي العثماني مما حدى بقدوم
4-5 عوائل بهذا التأريخ المذكور أعلاه أي قبل 196 سنة .
ومن
الأوائل الذين عملوا في القطاع النفطي في شركة العمليات النفطية منذ اكتشاف النفط في كركوك أيام الانكليز ومن مواليد ما بين
1906 و1911 من الرعيل الاول كل من (محمد بكر، محمد كباوي، الحاج جهاد أسود، خميس أسود،
جرؤ اسور، خليل أسود، عاشور طرفاوي، حميد ذنون، أحمد سعيد، حسون حسين، قادر أحمد،
قادر هرزان).
وأما
الرعيل الثاني من مواليد 1920- 1930 هم :- (نصيف جاسم، جواد كاظم، سلمان كاظم، علي
مجيد، حسن ربيع، محمد ذنون، عبد الله عواد، داود اسماعيل، فاضل وسمي، فوزي وسمي،
محمد عبد الله، صالح عبد الله، الشهيد علي عبد الله، خطاب رجب، أحمد رجب، كريم
صالح، زيدان خلف، علي مغار، سبع خميس، جنو جاسم، حمزة عباس، زيدان سمران، خليل
كريم، علوان محمود. وهؤلاء أكثرهم فارقوا الحياة وأبنائهم لازالوا يعملون في هذه
الشركة وكذلك هناك ثلاثة أضعافهم يعملون في النتوجات النفطية فرع كركوك. ومن الذين
عملوا في شركة (الرافدين) التي يطلق عليها حالياً المنتوجات النفطية عند تأسيسها
كل من :-
رمضان
كريم، عيدان فنش، حسوني صالح، شهاب أحمد خلف، حسين صي، شايع شهاب، حسيب كريم، غازي
عيدان، أنور وسمي، شكر فنش الشهيد، عبد تايه، غانم أحمد، أحمد العيدان. ومن أقدم
الكهربائيين الذين عملوا في تأسيس الدور هم : حسين أحمد الكهربائي، وفاضل مظلوم.
ومن أقدم الشرطة في كركوك من عشيرة الحديديين هم : خلف خضر- أيام المرحوم نوري
سعيد رئيس الوزراء العراقي، وأقدم شرطي مرور في كركوك من الحديديين في الثلاثينات
من القرن المنصرم هو خميس غربي . وأقدم شرطة المراكز كل من : رحمن زيدان، الشهيد
حسيب شيال.
ومن
الذين اشتركوا في معركة سن الذبان(عواد الشيال) وكان يضرب بوالده المثل بين
العشائر عند جز الصوف ولازالت تردد عبارة(خوما أنت شيال) للسرعة الفائقة التي كان
يتمتع بها عند جز الصوف .
ومن
مزايا هذه العشيرة انها صنعت لنفسها وضعاً خاصاً قد يختلف عن باقي العشائر الاخرى
ولها عادات وتقاليد منذ أمد بعيد ويتجلى بالحرص والحفاظ الاجتماعي أي الموروث ولها
مساهماتها في المجالات الانسانية ولتقوية العلاقات الاجتماعية مع المكونات الاخرى
في المجتمع ولها حضور دائم في مسائل تطوير البنية الاقتصادية وترصين علاقاتها على أسس
التكافؤ والاحترام ودائماً تشحذ همم أفرادها للسير في الطريق الصائب والاهتمام
بالآخرين وقد انعكست الصورة تجاههم من قبل المكونات الاخرى وأصبح لهم الكلمة
والرأي المسموع وغالباً ما كانت تبتعد عن المهام التي تمس الوضع السياسي ولها
خاصية الابتعاد عن التنظيمات الحزبية والتجمعات ذات الطابع الفئوي وتتفاعل دوماً
مع المنهج القانوني وما تقره الادارة والحكومة بالتطبيق وعدم الاعتراض ومن جملة ما
حصلت عليه انها استطاعت أن تبني لنفسها اطاراً خاصاً ومحدد المعالم وبارك الله في
زيادة نسلها وحضت بإحترام الآخرين من حولها ولها الدور الكبير في بناء المجتمع الكركوكلي
بعيداً عن العنصرية والطائفية المقيتة.
ومن
شيوخ الحديديين في الوقت الحاضر كلاً من :-
1-
الشيخ حسن العاصي شيخ البو هلال من الحديديين
2-
الشيخ حميد جهاد شيخ البو حويج من الحديديين
3-
الشيخ محمد اسماعيل شيخ البو كعيمش من الحديديين
4-
الشيخ محمود ابراهيم شيخ البو هديب من الحديديين
5-
الشيخ حسيب زيدان شيخ البو حمد من الحديديين
6- الشيخ اصليل كريم شيخ فخذ البو
زياد من الحديديين