المرجع الشيعي الاعلى السيد(علي السيستاني):
كركوك عمامة العراق وعمامتي ولن أسمح بسقوطها!
قالت مصادر قريبة
من آية الله العظمى السيد علي السيستاني ان البيت الابيض تبلغ بموقف المرجع الشيعي
الرافض لفصل كركوك عن الادارة المركزية العراقية وإعطائها للاكراد.
وأكدت المصادر ان
السيستاني ربط بين قضية كركوك وبين استمرار دعمه لمجمل العملية السياسية في
البلاد.
وتقول المصادر ان
السيستاني وصف مدينة كركوك بأنها عمامة العراق وعمامته ولن يسمح بسقوطها وانه هدد
بسحب تأييده الذي ساهم ببناء حكومة في العراق اذا تم الدوس على مطالب سكان المدينة
العرب والتركمان وبقية المكونات.
ووفقاً للمتاح من
المعلومات فان المرجع الشيعي طالب بوضع خاص لكركوك لايخرجها من كامل السيادة
العراقية ولايدخلها في كامل السيطرة الكردية تاركاً تحديد التفاصيل للاطراف
المعنية وهم سكان كركوك ومن يمثلهم والحكومة في بغداد والاكراد.
وكشفت المصادر ان
الزيارة المفاجئة التي قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس الى مدينة
كركوك انما جاءت مباشرة بعد اتصال تم تأمينه بين النجف والبيت الابيض.
وكانت الوزيرة
الاميركية قد زارت المدينة وضغطت على الاكراد لوقف مطالبتهم بتطبيق المادة 140 وان
اتفاقاً حصل مع الوزيرة لعدم اظهار الاكراد بأنهم يخضعون لاملاءات خارجية فتم
الاعلان من قبل رئيس البرلمان الكردي بأن تأجيل تطبيق تلك المادة جاء بناءاً على
طلب ممثل الامين العام للامم المتحدة.
وحسب المصادر فان
واشنطن وعدت بتأجيل تطبيق المادة 140 الى 6 أشهر أو سنة على أكثر تقدير وهو اقصى
ماتستطيع أن تقدمه لتنفيذ مطالب رجل الدين النافذ السيستاني مشددة على كون كركوك
مشكلة عراقية قديمة ومحط صراع قديم بين العرب والاكراد وليست ناجمة عن الاحتلال الاميركي.
ويعتقد ان رسالة
النجف لواشنطن تضمنت اشارة الى مسؤولية الولايات المتحدة الاميركية عن سلامة
العراق وحفظ وحدة ترابه بناءاً على كونها الدولة المحتلة التي تلزمها القوانين
الدولية بذلك.
في السياق نفسه
قالت مصادر قريبة من مكتب السيد السيستاني ان المرجع رفض استقبال رئيس الحكومة
الكردية نيجيرفان بارزاني الذي زار مدينة النجف قبل مدة حتى لايفسر هذا الاستقبال
على أنه دعم لمخططات الاكراد في مدينة كركوك.
وأكدت بأن
البارزاني وجد نفسه غير مرحب به حتى لزيارة مكتب السيستاني فيما تجنب كل
الاشخاص المقربين أو المحسوبين على السيستاني لقائه.
وكان المسؤول
الكردي قد زار النجف والتقى محافظها أسعد أبو كلل وعمار الحكيم واعلنت الزيارة على
أنها زيارة دينية لمرقد الامام علي بن ابي طالب.
وربطت المصادر بين
محاولة الاغتيال التي تعرض لها ممثل السيستاني المقرب مهدي الكربلائي وموقف المرجع
من قضية كركوك ونقل موقفه مباشرة الى الرئيس الاميركي جورج بوش الذي أوفد وزيرة
خارجيته الى كركوك على الفور لتدارك الموقف.
وتتهم الجهات
الكردية والمجلس الاعلى الاسلامي رئيس الوزراء نوري المالكي وقادة آخرين في حزب
الدعوة بحمل السيستاني على الضغط على واشنطن وهو ما انعكس على شكل تنسيق كردي
مجلسي للاطاحة بحكومة المالكي وربما اغتياله.
وتاتي زيارة نائب
رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي (مجلسي) ثم زيارة رئيس الجمهورية جلال الطالباني
(تكريدي) الى النجف في محاولة للقاء السيستاني وتليين موقفه واظهار الازمة على أنها
أزمة سياسية لاعلاقة لها بكركوك حيث وقفت حكومتا ابراهيم الجعفري (دعوة ) ونوري
المالكي (دعوة) بقوة لدعم موقف المدينة الرافض للدخول تحت السيطرة الكردية.
من جانبه قال شخص
مقرب من السيستاني بأن المرجع الشيعي الاعلى يواجه مشكلة حقيقية في تمرير موقفه
الى الناس وانه لايملك أية قنوات لذلك وانه تحت اقامة شبه جبرية يفرضها عليه وعلى
اتباعه محافظ المدينة أسعد أبو كلل (مجلسي).
وحتى الآن تبدو
ارادة رجل الدين السيستاني بشأن وضع مدينة كركوك قد نفذت بأكثر مما كان يتوقع.
ويتحضر الطرفان
الساعيان لفصل كركوك عن العراق وهما المجلس الاعلى الاسلامي والحزبين الكرديين الى
خوض معركة كركوك انطلاقاً من النجف ثم نقلها الى بغداد بعد أن تحطمت جهودهما داخل
المدينة نفسها.
وكان وكيل وممثل
وصهر السيد السيستاني في أوربا مرتضى الكشميري قد زار مدينة شتوتتغارت في جنوب
المانيا والتقى عدداً من العراقيين وتحدث عن صعود الائتلاف العراقي الموحد الى
السلطة بدعم من المرجعية ملمحاً الى احتمال نفض المرجعية ليدها تماماً من هذا
الائتلاف.
ويرى محللون من
داخل الوسط العراقي الشيعي بأن الدعم الذي يلقاه الاكراد بشأن فرض سيطرتهم على
مدينة كركوك من قبل المجلس الاعلى الاسلامي لها علاقة باستراتيجية ايرانية لخلق
جناحين في شمال العراق وجنوبه تحت سيطرة الاكراد والمجلس لموازنة العلاقة مع
الجارين الكبيرين تركيا والسعودية ولامتلاك ورقة قوة أمام الولايات المتحدة
الاميركية داخل العراق نفسه.
تغطية خبرية خاصة بموقع
كتابات /www.kitabat.com–
النجف الأشرف/ 11 شباط
2008