ملف فئات الوطن
الشبك يؤكدون تمسكهم بعراقيتهم
ورفضهم للمشاريع القومية العنصرية!
اعداد بهية كاظم / أربيل
أكد في أول أيار 2008،
السيد حنين قدو ممثل الشبك في مجلس النواب تمسك الشبك بالحدود الإدارية لمحافظة
نينوى ووحدة العراق، متهماً الأحزاب الكردية بالوقوف وراء محاولة فرض الهوية
الكردية على أبناء القومية الشبكية.
وأضاف قدو النائب عن كتلة التضامن في
الائتلاف العراقي الموحد في مؤتمر صحفي عقده، الأحد، بقصر المؤتمرات في بغداد أن
"المجموعة التي تتحدث باسم الشبك والتي تسمي نفسها الهيئة الاستشارية للشبك
قامت بإصدار بيان فيه الكثير والمغالطات بحق هوية الشبك لمحاولة هضم حقوقهم
السياسية والثقافية التي كفلها الدستور" وهي "مجموعة غير شرعية لا تمثل
تطلعات أبناء الشبك بأي حال من الأحوال".
وبين قدو أن "الهدف من تحركات هذه المجموعة هو فرض الهوية الكردية على أبناء
القومية الشبكية"، وأن "أبناء الشبك يرفضون رفضا قاطعا المساس بالحدود
الإدارية لمحافظة نينوى ويتمسكون بوحدة العراق أرضا وشعبا".
وكانت الهيئة الاستشارية للشبك ووجهاء عشائر الشبك طالبت يوم أمس السبت رئاسة مجلس
النواب بتسريع تنفيذ المادة (140)
من اجل انضمام الشبك بالموصل لإقليم كردستان.
وبحسب المادة 140 من الدستور العراقي، فإن
مشكلة المناطق المتنازع عليها في عدد من المحافظات وأبرزها محافظة كركوك الغنية
بالنفط، تعالج على ثلاث مراحل وهي: التطبيع، ثم إجراء إحصاء سكاني، يعقبه استفتاء
بين السكان على مصير المناطق الأمر الذي سيقرر ما إذا كانت تنضم إلى إقليم كردستان
أو تبقى كما هي.
وكان من المفترض أن تنجز تلك المراحل خلال مدة أقصاها نهاية كانون الأول ديسمبر من
العام الجاري، وهي المهلة التي تم تمديدها لمدة ستة أشهر.
وجاء في بيان تلاه الناطق الرسمي بأسم الهيئة سالم جمعة خلال المؤتمر الصحفي
"لقد طالبنا رئاسة البرلمان السبت خلال زيارتنا التي قمنا بها للبرلمان
بتطبيق المادة (140) بأسرع وقت ممكن والانضمام
إلى إقليم كردستان".
وطالب قدو أبناء الشعب العراقي وأحزابه والمنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان
والأقليات بالدفاع عن حقوق الشعب، كما طالب الحكومة العراقية بتعويض أبناء الشبك
الذين تم ترحيلهم في السنوات 1988 و1991
إلى شمال العراق.
كما دعا المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان إلى الدفاع عن وجود الشبك
"كأقلية عرقية مستقلة"، مشددا على أهمية الحفاظ على هذه الأقلية وتراثها
وتأريخها "المهدد بالإذابة والمصادرة".
والشبك هم من الاقليات التي تسكن محافظة الموصل، ويتركزون في شمال شرق المحافظة،
وهم من المسلمين الشيعة، ولايعدون انفسهم عربا أو اكراد.
من هم الشبك؟
يمكن القول ان الشبك هم مزيج اصيل من جميع الفئات السكانية لشما العراق: العرب
والسريان والاكراد والتركمان.. وونجد هذا التنوع العرقي العراقي الاصيل في داخل
(اللغة الشبكية) نفسها، التي هي خليط من العربية والكردية والتركمانية والسريانية.
جميع الشبك يعتنقون الدين الإسلامي وجميعهم على المذهب الشيعي، عدى (الباجلان)
المحتسبون على الشبك، لكنهم على المذهب السني. تنتشر قراهم ومناطقهم حول مدينة الموصل وداخلها حيث انهم ينتشرون في حوالي 72 قرية وبلدة في سهل
نينوى وما جاورها، ولها لغة وعادات خاصة تشترك في بعض منها مع السكان الآخرين
وتختلف في البعض الآخر. وقد عرف الشبك ضمن أقدم الروايات التاريخية منذ آواخر
العهد العباسي في العراق. وأشارت الوثائق العثمانية إليهم كجماعة
مستقلة منذ القرن السادس عشر الميلادي. وورد ذكرهم في دائرة المعارف البريطانية
والإسلامية.
تعرض الشبك إلى ضغوطات متعددة بسبب إنتماءهم المذهبي لكونهم شيعة
والملامح الغير واضحة لإنتمائهم العرقي حيث قامت الحكومة العراقية السابقة في عهد
حزب البعث باجبارهم على الاختيار بين القوميتين العربية
أو الكردية في التعداد السكاني للسنوات 1977 وسنة 1987 .
يعتبر الشبك ظاهره سكانية متميزة في شمال العراق وقد ظهروا لمجموعة عرقية
واضحة في القرن السادس عشر الميلادي على خلفية التنافس العثماني - الصفوي في المنطقة . ومؤخراً بدا نوع من الابهام والغموض يطغى
على هذه المجموعة العرقيه ضمن التباين العرقي في المنطقة ولقد ظهر الاهتمام بها
مؤخراً بسبب السياسات التفكيكية للتجانس والتناغم العرقيين من قبل الحكومة
العراقية خلال عقدي السبعينات والثمانينيات من القرن الماضي .لا يزال الابهام يلف
العلاقة بين الشبك والباجلان (والذين يُسمون احياناً البيجوان) الساكنين في وادي
نهر الخوصر شمال الموصل وقد ميز الباحث سايكس سنة 1908 بين هاتين المجموعتين واستطاع
ان يحصي ثمانمائة عائلة للبيجوانية تتكلم جميعها خليط من اللغتين العربية والكردية
والتركمانية أما الباحث مكنزي سنة 1958 فيرى ان اسمي الشبك والبيجوان
أو الباجلان هما صنوان لمجموعة عرقية واحدة تسمى نفسها الشبك ويسميها جيرانها
العرب بيجوان ومما لاشك فيه ان المجموعتين جد متقاربتيين ولكن هناك ما يدعو للفصل
بينهما ففي حين ان لهجة الباجلان قريبة جداً من لهجة الشبك فان الباجلان انتظموا
في عشائر معروفة بخلاف اشلبك واتبعوا المذهب السني بعكس الشبك الذين انتظم اغلبهم
في اتباع المذهب الشيعي الاثني عشري ولذلك ثمة مايدعو للاعتقاد ان الباجلان هم
منظومة قبليّة ضمن المجتمع الشبكي ولعل أكثر ما يدل على الاصول المتعددة التي
انحدر الشبك عنها هو تسميتهم هذه والتي تعني بالعربية الاختلاط وتعني كذلك احتمال
انحدارهم من أكثر من مجموعة عرقية ضمن الاعراق المتعددة في المنطقة ولكن الأمر لا
يبدو كذلك للقوميين العرب أو الأكراد أو التركمان حيث يحاول كلاً منهم ربط اصول
الشبك بقومية واحدة وعرق مفرد كأن يكونوا باجمعهم عرباً أو اكراداً أو تركماناً أو
فرساً .
أما بالنسبة
لاعداد الشبك فأن الاحصاءات غير واضحة، ولكنهم ربما يبلغون الـ 200 الف نسمة!