مجالس الاسناد:
القيادات القومية تتهم كل من يشارك فيها بـ «الخائن»... العرب والتركمان في كركوك
يرَحّبون بها!
بغداد - عدي حاتم - 1/11/2008
فيما رفضها الأكراد بشدة ونعتوا من ينضم
إليها بالخائن، رحب العرب والتركمان بفكرة تشكيل «مجالس إسناد» عشائرية في محافظة
كركوك. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أقر الخميس الماضي تشكيل المجالس «شرط
مراعاة التنوع الموجود في المحافظة».
وقال خلال استقباله عدداً من زعماء عشائر
ووجهاء محافظة كركوك إن «تشكيلِ مجالس إسناد في كركوك يجب أن يراعي التنوع الموجود
في المحافظة وأن لا يلغي أحداً ولا يستثني أحداً». وأشار إلى أن «مجالس الإسناد
ستبقى عنواناً لتثبيت الأمن والاستقرار وفرض دولة القانون».
وأكد عضو مجلس محافظة كركوك محمد خليل
الجبوري تأييد العرب في المحافظة لتشكيل هذه المجالس. وأوضح لـ «الحياة» انها
«ستقضي على البطالة وتخلق نوعاً من التوازن في الأجهزة الأمنية». مشيراً إلى أن
«الأكراد يهيمنون على قوات الأمن، إضافة إلى امتلاك الأحزاب الكردية أجهزة أمنية
وقوات مستقلة تمارس عمليات الدهم والاعتقالات العشوائية».
وقال: «إذا رفضت الأحزاب الكردية تشكيل مجالس الاسناد فعليها إخراج
ميليشياتها من كركوك»، مؤكداً أن «238 شخصاً خطفتهم الميليشيات الكردية
وهناك الكثير من المخطوفين الذين لم نتمكن من احصائهم». وأضاف أن «مجالس الإسناد
ستحمي أي استفتاء أو انتخابات يتم اجراؤها في المحافظة من التزوير». واعتبر رفض
الأكراد تشكيل مجالس الإسناد «نزعة تسلطية وعدم رضوخ لأمر الحكومة المركزية،
ومحاولة الهيمنة والسيطرة على القرار السياسي في كركوك». ونص قانون انتخابات مجالس
المحافظات الذي أقره البرلمان في 24 أيلول(سبتمبر) على تأجيل
الانتخابات في كركوك ستة أشهر، على الأقل، حتى يتم حسم الخلاف حولها. وانتقد عضو
مجلس المحافظة عن التركمان علي مهدي رفض الأكراد تشكيل «مجالس الاسناد»، واتهم
أحزابهم بأنها «تخلق المشاكل». وقال لـ «الحياة»: «لماذا يرفض الاكراد تشكيل مجالس
الاسناد من عشائر المحافظة ولا يرفضون وجود البيشمركة في كركوك، وهي قوات غير
رسمية ووجودها مخالف للقانون». وأعرب عن تأييده الكامل لتشكيل «مجالس الإسناد»،
مؤكداً «أن التركمان مع أي مشروع يعزز الأمن والاستقرار ويعيد هيبة الدولة ويقوي
الحكومة المركزية». ودعا إلى «تشكيل مجالس متوازنة تضم مكونات أطياف المجتمع في
كركوك كافة وتأخذ توجيهاتها من الحكومة المركزية»، مشدداً على «ضرورة إبعاد تلك
المجالس عن تأثير الأحزاب الكردية لأن تدخّلها سيخلق المشاكل ولن يحقق الاستقرار».
إلى ذلك قال عضو مجلس محافظة كركوك عن «قائمة كركوك المتآخية» كامران كركوكلي لـ
«الحياة» إن «كركوك ليست في حاجة الى مجالس إسناد لأن القوات الأمنية قادرة على ضبط
الوضع». وأضاف إن «تشكيل مثل هذه المجالس أمر مخالف للدستور العراقي ولذلك نرفضه
ونطالب الحكومة بالعدول عن هذا القرار». من جانبه وصف الناطق باسم «البيشمركة»
جبار ياور من يشارك بتشكيل مجالس الاسناد بـ «الخائن». ونقل موقع «الاتحاد الوطني
الكردستاني» عنه قوله «إن القيادة السياسية الكردستانية ترفض بشدة تشكيل مجالس
الإسناد في المناطق المتنازع عليها». وأضاف: «إننا نقف ضد تشكيل هذه المجالس لأنها
تشكيل من أبناء العشائر وهي ميليشيات وقوات غير منظمة ويمكن أن تشكل خطراً على
الوضع الأمني في المنطقة وأن يتم استغلالها سياسياً أو لخلق المشاكل بين مكونات
تلك المناطق». وأوضح «ان المسؤولين السياسيين في كركوك وقفوا بقوة ضد تشكيل مجالس
الإسناد في المحافظة ووصفوا من يشاركون فيها بالخونة»، مطالباً «مواطني تلك
المناطق بعدم التعاون في تشكيل تلك المجالس