يعتبر المتحف العراقي، واحداً من أبرز
الرموز الوطنية العراقية، لأنه يضم خلاصة الآثار العراقية لجميع حقبه التاريخية.
ولا زال هذا المتحف يعاني من عدم أهليته لاستقبال الزوار الاّ بشكل محدود. وسبق أن
ذكرت السيدة (أميرة عيدان) رئيسة الهيئة العامة للآثار ومديرة المتاحف بأن الأوضاع الأمنية
تلعب الدور الأساسي في فكرة إعادة افتتاح المتحف الوطني العراقي.. "لا
يمكن المجازفة بإعادة افتتاح المتحف في ظرف أمني قلق. لا يمكن المجازفة مرة أخرى بعرض
كنوزنا الاثرية ما لم تستقر الأوضاع الأمنية بنسبة مائة في المئة."
وكان المتحف قد تعرض للنهب بعد اجتياح عام 2003 من قبل عصابات دولية منظمة، تم
التواطئ معها من قبل القوات الامريكية التي قامت بحراسة وزارة النفط وتركت المتحف دون حراسة.
وكانت السيدة (أميرة عيدان) قد كشفت في
مقابلة صحفية عن أحد أسرار عملية النهب هذه:
((ان المتحف الوطني العراقي المركزي هو الذي
تحمل عبء التخريب، فقد دمرت بناياته من قبل جماعات تحمل أغراضاً مختلفة أثناء
الانفلات الأمني الذي أعقب سقوط النظام السابق، وهم أصناف مختلفون
منهم اللصوص العشوائيون ومنهم المتخصصون الذين وصلوا في ساعة
الفوضى وهم يحملون مخططاتهم معهم، ويعرفون بدقة ما الذي سيأخذونه وكيف
يحملونه وماذا يحطمون. أما السراق الآخرون فكانوا ينقلون مسروقاتهم بشكل عشوائي
ويكسرون ما لم يستطيعوا حمله من نفائس التاريخ الإنساني)).
ورغم تراجع العنف في العراق الى أدنى مستوياته
منذ أربعة أعوام خلال الشهور الأخيرة واستعادة نحو ستة آلاف من 15 الف قطعة فإن ذلك لم
يدفع السلطات العراقية للمجازفة بإعادة افتتاح المتحف حتى يستقر ويتوطد الأمن. وكنوع من التعويض على التقصير الأمنى فى حراسة المتاحف في الماضي أصبح
الدخول الى المتحف صعباً حالياً.
السيدة أميرة عيدان
من المعلوم ان الدكتورة أميرة
عيدان التي كانت تشغل منصب مدير عام المتاحف العراقية من مواليد 1967 وتحمل شهادة
الدكتوراه في الكتابات المسمارية وهي أول امرأة تتولى رئاسة الهيئة العامة للآثار
والتراث. وهي من مواليد محافظة الانبار- الحبانية وحصلت على شهادة البكلوريوس في الآثار من
جامعة بغداد عام 1990
كما حصلت على شهادة الماجستير آثار عام 1999 عن رسالتها الموسومة (الكاهنات
في العصر البابلي القديم) وحصلت على شهادة الدكتوراه آثار عن اطروحتها
الموسومة (دراسة وترجمة نصوص مسمارية جديدة في العصر الاكدي القديم) وقد عينت عام
1994
موظفة في المتحف الوطني العراقي ونسبت الى المخازن المركزية للآثار ثم الى
القسم التربوي في المتحف، وشغلت طيلة أعوام عدة مراكز ونشاطات تتعلق بالمتاحف
والآثار العراقية، ولها عدة بحوث ودراسات في تأريخ العراق القديم.
تأريخ المتحف
تأسس المتحف العراقي عام 1923، وكان يشغل
حيزاً صغيراً في بناية القشلة أو السراي القديم. وبعد
مرورعدة سنوات تم جمع أعداد كبيرة من الآثار كنتيجة حتمية لعمليات التنقيب التي
كانت تجري في جميع أنحاء العراق آنذاك فكان لابد من توسيع المتحف العراقي. تم نقله
إلى بناية خاصة في شارع المأمون. ضاق مكانه مع مرور الزمن فكانت الفكرة أن تخصص
بناية جديدة تتصف بمواصفات متحفية عالمية تضم آثار العراق. وضع تصميم خاص لبناية
المتحف العراقي في منطقة الصالحية علاوي الحله من جانب الكرخ وهي منطقة واسعة روعيت فيها أساليب
بناء المتاحف الأصلية. الافتتاح الفعلي تم في التاسع من تشرين الثاني سنة 1966 م
أعيد افتتاحه مرة أخرى عام1984
, بعد إضافة البناية الجديدة.
يضم المتحف العراقي (18) قاعة،
وكذلك يضم مجموعات متنوعة من حقبات عديدة مثل الحقبات السومرية
والآشورية والبابلية ويضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية. ويحتوي على القاعات التالية: آثار عصور ما قبل التأريخ
بحوالي 60 ألف سنة أو إلى 35 ألف سنة
والمتمثلة بآثارٍ من عصور الإنسان القديم (النيندرتال) إلى العصور الإسلامية
المتأخرة, وترجع آثار عصور ما قبل التأريخ إلى (الإنسان القديم البائد) الذي
اكتشفت آثاره في مناطق المحافظات الشمالية. /آثار عصر القرى الزراعية المبكرة التي
يمتد عمرها إلى (8) آلاف سنة أو7 – 6 آلاف سنة تقريباً أي إلى العصر الحجري / عصر
الاستقرار في الجنوب حيث نشأت الحضارة السومرية / عصر الدولة الأكدية وفترة اختراع
الكتابة / العصر البابلي القديم / الفترة الآشورية البسيطة والحديثة / الفترة
البابلية البسيطة والحديثة / فترات ما قبل الإسلام (فترة الاحتلال الساساني) / عصرالحضارة
الإسلامية / العصور المظلمة التي تلت سقوط بغداد على يد المغول والتتار. . كذلك فيه (متحف الطفل) وهو
متحف مصغر ذو هدف تربوي وتعليمي يوصل فكرة كيف عاش الإنسان القديم وكيف تعلم وكيف
اخترع الكتابة وبنى قرية إلى الطفل.