الملكة عالية زوجة الملك غازي
وام الملك فيصل الثاني
ان الانكليز خضعوا لواقع
مفروض ومعترف به قبل قرون طويلة، ففي زمن الدولة العثمانية مثلا كان ولاة بغداد
دائما هم المتحكمين رسميا وواقعيا بولايتي البصرة والموصل، وان محاولة ( داوود
باشا ـ 1832) الشهيرة بتكوين دولة عراقية مستقلة عن العثمانيين لأكبر دليل على هذا
.
تجدر الاشارة ان حدود العراق
في هذه المرحلة المعاصرة قد خضعت لحالة تقلص كبيرة من جميع حدوده. فلو قارنا
الحدود الحالية للعراق مع الحدود التاريخية لبلاد النهرين المعروفة ايام العراق
القديم وايام العباسيين للاحظنا ان الكثير من مناطقه قد ضمت الى البلدان المجاورة:
من الشرق (اجزاء من الاحوازـ عبادان والحويزة ـ وحلوان شرق الكوت) قد ضمت الى ايران. في الشمال مثل (ماردين)
وغيرها قد ضمت الى تركيا. من الغرب هنالك منطقة الجزيرة التي ضمت الى سورية.
(فضيلة) خطيبة( فيصل الثاني)
ان هذه المناطق المعنية واضحة الارتباط بالعراق في الخارطة وفي
التاريخ وكذلك في طبيعة السكان وثقافتهم التي تعتبر امتدادا للطبيعة العراقية.
طبعا ان ذكر هذه الحقيقة التاريخية الجغرافية لا يجب ان لا يعتبر دعوة الى
المطالبة بما يمكن تسميته بـ( العراق الاكبر)، بل على العكس يجب ان تكون عامل
تقارب مع الشعوب المجاورة ، وان لا يتعدى الامر بكل بساطة عن ذكر حقيقة تاريخية. مثلا
ان الحديث عن سكان (الاحواز) الذين يمتلكون الروح العراقية والتابعين لايران حاليا،
يجب ان يكون عامل تقارب مع اخوتنا الايرانيين، كذلك ان يكون سكان الجزيرة السورية الذين
يمتلكون ميراثا وروحا عراقية يجب ان يكون عامل تقارب وتفاهم مع اخوتنا السوريين.
ان سرد كل هذا ما هو الا تذكير لاولئك القائلين بان (العراق بلد مصطنع) متناسين
حقائق التاريخ والجغرافيا.
مسز (بيل) الانكليزية المسترجلة المهيمنة
التي سيطرة على رجالات النخبة السياسية
العراقية ولعبت دورا حاسما في تأسيس الدولة
العراقية، عندما نجحت بازاحة
المرشح العراقي (طالب النقيب) وفرضت
الحجازي(فيصل الاول)!!
رائدات النهضة
الحداثية
ثمة عيوب معروفة لما سمي بـ (النهضة الحديثة) التي عاشها
المجتمع العراقي منذ مطلع القرن العشرين، والتي تتمثل خصوصا بالتطرف الحاد الذي
مارسته النخب الحداثية، نساء ورجال، في عملية الانسلاخ السريع والتعسفي من الماضي
الذي حكم عليه كله بالتخلف والرجعية. لكن هنالك ايضا محاسن لهذه النهضة، حيث انها
جهدت لتخليص المرأة العراقية من إنطوائيتها (البيتوتية) التي دامت عدة قرون،
ودفعها الى مشاركة اخيها الرجل في الحياة العامة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا. هذه
النهضة جزءا من تاريخنا الحديث وتستحق التذكر مع الاشارة الدائمة الى محاسنها وعيوبها.
طبعا مثل اية ظاهرة جديدة، هنالك دائما رواد يبادرون لإنشائها.
هذه جردة سريعة للشخصيات النسوية
العراقية اللواتي لعبن ادوارا ريادية من اجل ابراز دور المرأة ومشاركتها في الحياة
العامة جنبا الى جنب مع اخيها الرجل العراقي:
طالبات مدرسة الاليانس اليهودية في
بغداد(1905) وهي اولى المدارس
الحديثة للبنات، وهي فرع لمدارس الاليانس
اليهودية الاوربية، ومنها بدأت
عملية سلخ اليهود عن ثقافتهم العراقية وتغلغل
الثقافة الغربية والصهيونية..
ـ في ميدان الشعر المنظوم برزت
(سافرة جميل حافظ) شاعرة هادئة لها ضربات ايقاعية في جل قصائدها، وجيدها ذلك الذي
كانت تقوله في المناسبات، اما رباب الكاظمي التي ولدت في القاهرة فقد ورثت الشعر
عن ابيها الشاعر الكبير والمخضرم عبد المحسن الكاظمي.
ـ
السيدة (سلمى عبد الرزاق) فقد تزوجت في سن مبكرة من السيد (صادق الملائكة) لينجبا
الشاعرة الرائدة والمبدعة ذات الخطاب الشعري الجدالي (نازك الملائكة) في بغداد سنة
1923.
ـ الشاعرة الجريئة والاستاذة الدكتورة (عاتكة وهبي الخزرجي) التي ولدت في بغداد 1924،
وتخرجت في دار المعلمين العالية سنة 1945، ثم حصلت على الدكتوراه من السوربون في
باريس، وقد اصدرت ثلاثة دواوين شعر هي(انفاس السحر - 1963، القاهرة) و (لآلآ القمر
- 1965 ، القاهرة ) و( انواف الزهر - 1975 الكويت)، كما اصدرت مسرحية شعرية بعنوان
مجنون ليلى نهجت في كتاباتها نهج امير الشعراء احمد شوقي ويتميز شعرها باللون
القصصي.
عاتكة الخزرجي
ـ تعد الشاعرة المحدثة المبدعة (لميعة عباس عمارة) محطة مهمة من محطات الشعر في
العراق تخرجت في دار المعلمين العالية سنة 1950 وكتبت الشعر في سن الخامسة عشرة. تخرجت
في دار المعلمين العالية سنة 1955..
ـ (صروف العبيدي) التي اكملت دراستها في دار المعلمين الابتدائية سنة 1937، ثم
تزوجت وبعد وفاة زوجها عادت الى الدراسة في دار المعلمين العالية ولها ديوان شعر
اصدرته سنة 1955.
ـ ولدت أميرة نور الدين سنة 1925 والتحقت بجامعة القاهرة سنة 1943، ونالت شهادة
الماجستير سنة 1957 عن رسالتها الموسومة (الشعر الشعبي العراقي في العراق الاوسط)
ـ برز في فترة الخمسينيات في بغداد،
اسم الاختين( فطينة النائب) (شاعرة ) و(ماهرة النائب) (قاصة ) ولها اخت ثالثة
اسمها (سامية النائب) توفيت في سن السابعة والعشرين كانت تنظم الزجل والشعر العامي
وقد شبههن الاستاذ الدكتور صفاء خلوصي في مقال كتبه في مجلة العربي سنة 1960
بالثالوث الانكليزي - برونتي Bronte شارلوت
وآن واميلي. كانت ماهرة تتخذ لها شهرة (النقشبندي) تميزا لها عن شهرة النائب.
ـ
برزت (امال الاوقاتي) في ترجمة قصة (مرحبا ايها الحزن) تأليف (فرانسو ساغان) من
الفرنسية الى العربية.
ـ انتقلت القاصة (ديزي الامير) بابداعها القصصي ومواهبها الكتابية في القصة
والرواية الى الاجواء العربية يوم اختارت بيروت سكنا وموطنا ثانيا لها.
ـ لمعت في ميادين الادب والفكر والخدمة العامة اسماء نسوية سجلت لنفيها الشهرة
والتالق لقد برزت (صبيحة الشيخ داؤود) كأول محامية في العراق ومن جيل الحقوقيات
الرائدات على مستوى العالم العربي باعتبارها الذاتي كشخصية نسوية متميزة
وباعتبارها الاسري كون والدها (الشيخ داؤود) من الاعيان المعروفين على مستوى الوطن.
بغداد (الباب الشرقي) اوائل الستينات
ـ كانت كل من (فخرية اسماعيل) و(سرية الخوجة) و(منيبة ثنيان) عضوات فاعلات في لجنة
ملاحظة الاحاديث النسوية في دار الاذاعة العراقية سنة 1938 اما (مديحة بحري) زوجة
الصحافي والرياضي والسائح العراقي (يونس بحري) ووالدة المسرحي المعروفة (سعدي يونس
بحري)، فقد كانت كاتبة من الطراز الاول سكنت باريس في منتصف الاربعينات وكانت من
أوائل السيدات العراقيات اللواتي عملن على الساحة الاوربية حيث افتتحت وأدارت
محلات للكوافير، كما كانت دائمة الاتصال بالمجلات النسوية والمنتديات الثقافية،
ومن مقالاتها المبكرة في جريدة الميثاق مقالاً بعنوان (في سبيل الوطن علموا أبناء
الأمة التضحية) الصادرة في الأول من كانون الثاني سنة 1935..
كما نشرت في الموضوع نفسه بمناسبة استشهاد الطيارين العراقيين الخمسة كل من الآنسة
(حليمة رؤوف) والآنسة (رزينة الزهاوي)..
ـ من المربيات الفضليات في مجال التعليم والخدمة العامة، برزت (رفيعة الخطيب) و(سليمة
زيتون) و(امت سعيد)، كما كانت الفتاتان (سلوى علي جودت) و(سامية توفيق) من اوائل
الطالبات اللواتي كن يقدمن نشاطات رياضية راقصة في المناسبات في سنوات
الثلاثينيات.
ـ برزت القاصة (نزهة غانم) حين أصدرت أول مجموعة قصص لها في العراق بعنوان (المرأة
المجهولة) في بغداد سنة 1934 ..
ـ كما نشرت في الصحف مقالات متنوعة كل من (حميدة الحبيب) سنة 1940 و(افتخار
الوسواسي) سنة 1947 و(حربية محمد) سنة 1953.
الملك فيصل الثاني بجانل خاله عبد الاله محاط بفتياة عراقيات!
ـ اما (مليحة جواد) فقد شاركت في مؤتمر النساء
العالمي في كوبنهاكن سنة 1954 وقدمت بحثا عن المراة العراقية وكانت لها مشاركات في
الشعر وفي النثر ومراسلات مع مجلات عالمية وادباء وكتاب من سائر الاقطار العربية
وكان لها مجلس أدبي شهري في دارها في الوزيرية سنة 1954.
ـ اما العاملات في مجال الخدمة التطوعية العامة فقد ارتصفت القائمة باعداد من خيرة
الطليعة النسوية كان هناك اسم (نعيمة نديم) و(امينة الرحال) (شقيقة النحات العراقي
العالمي المبدع الراحل خالد الرحال) و(اديبة ابراهيم رفعة)/ وكانت هناك (عزة
الاسترابادي) و(عفيفة رؤوف البستاني) و(نجية حمدي) و(ناجية احمد حمدي) و(وجيهة
محمد رضا الشبيبي) ( ابنة الشاعر الكبير عضو مجلس الاعيان محمد رضا الشبيبي )
وابنة عمها (وديعة جعفر الشبيبي) كما كانت الطبيبة المشهورة (لمعان امين زكي) من
المتقدمات في الميادين العامة اما (فايقة النقيب) و(فاطمة الزيبق) و(لميعة الاورفة
لي) فقد كن الى جانب ابنتي رئيس الوزراء السابق ياسين الهاشمي (صبيحة ومديحة
الهاشمي) وقريبتهن (سعاد الهاشمي) من الاسماء اللامعة في جمعية الهلال الاحمر
والفاعلات في تأسيس النوادي الثقافية والقاء المحاضرات فضلا عن (حياة الزبيدي) و(رفيعة
الخطيب) و(وديعة طه النجم) و(ابتهاج عطا امين) ( ابنة الرسام الرائد عطا امين ) و(باكزة
امين خاكي).
ـ
اما الدكتورة (نزيهة الدليمي) فقد كانت اسما معروفا في ميدان الثقافة على وجه
العموم والسياسة على وجه الخصوص من حيث انها تسلمت وزارة البلديات في عهد رئيس
الوزراء العراقي الاسبق عبد الكريم قاسم للفترة 1959-1962.
،
كانت السيدة (سعاد الصابونجي) ابنة الوجيه الموصلي (سعيد الصابونجي) وزوجة الاستاذ
المحامي (حازم الصابونجي) قد سلخت من شبابها ردحا من السنين وهي تترأس النشاط
الاجتماعي والثقافي النسوي في الموصل في محل سكنى الاسرة في فترة الخمسينات ..
بائعات الروبة.. صحيح ان المرأة لم تكن تشارك
في النشاط العام،
إلا انها ظلت دائما تشارك في الانتاج والحياة
الاقتصادية، سواء في الزراعة
والرعي والحياكة والخياطة والتطبيب والتعليم
وغيرها من الامور..
لاحظ ايضا زي النساء الاصيل والعملي والقابل
للتحديث العصري..
رائدات الصحافة
تبقى العاملات في ميدان
الصحافة سواء من احترفن الكتابة الصحافية او استهوينها واولئك اللواتي اصدرن مجلات
دورية او مطبوعات تمثل جمعيات او مؤسسات صحية فبرزت سلوى زكو وجميلة يوسف كصحافيات
لامعات وكاتبات مقال في مجالات الدفاع عن اوضاع المراة والقضايا السياسية بعامة..
ـ صدرت في العراق أول صحيفة
نسوية يوم 15تشرن الأول عام 1923 بأسم (مجلة ليلى)، وكانت السيدة (بولينا حسون) هي
رئيسة تحريرها وهي مجلة ذات طابع تربوي وعظي يحاول ان يحرض المرأة للحصول على
حقوقها وتعليمها..
ـ في عام 1936اصدرت السيدة (حميدة
الأعرجي) مجلة (المرأة الحديثة)، وكانت تدعو الى تحطيم القيود البالية وعدم
التفريق بين الرجل والمرأة
ـ في نفس السنة اصدرت السيدة (حسيبة
راجي) مجلة (فتاة العراق)، ومحررتها (سكينة ابراهيم)، وهي مجلة تدعو الى روح
التجديد واطلاق الأفكار الجريئة وتشكيل برلمان نسوي يتبنى القضايا السياسية مثل قضية
فلسطين والاستعمار البريطاني في العراق، ودعم نضال المرأة في العالم ودعوة النساء
للعمل مع الرجل جنبا الى جنب..
ـ أصدرت السيدة (مريم نرمة)
مجلة (فتاة العرب) سنة 1936 أيضا التي اهتمت بقضية تعليم المرأة.
العرضحلجي
ـ صدرت مجلة (الصبح) في 21
آذار عام 1936 لصاحبتها (نهاد الزهاوي).
ـ صدرت في البصرة مجلة (فتاة
الرافدين) عام 1943..
ـ صدرت مجلة (تحرير المرأة)
عام 1946 عن الرابطة النسائية.
ـ صدرت مجلة (الرحاب) عام
1946 لصاحبتها (أقدس عبد الحميد).
ـ صدرت مجلة الأم والطفل عام 1946بأشراف الدكتورة (لمعان أمين زكي).
ـ في عام 1948 صدرت مجلة (بنت
الرشيد)، ورئيسة تحريرها (درة عبد الوهاب).
ـ في عام 1950 صدرت مجلة (الاتحاد
النسائي)، لصاحبتها (آسيا وهبي)، ثم توقفت وعاودت الصدور عام 1958
ـ في عام 1968 صدرت مجلة (المرأة).
ـ تصدر الآن في بغداد نشرات متنوعة
أبرزها جريدة (المساواة) عن منظمات حقوق المرأة والمجتمع المدني والتي ترأس
تحريرها (ينار محمد) الناشطة في مجال حقوق المرأة وحقوق الأنسان.
ــــــــــــــــ
من اهم مصادر هذا الموضوع
دراسة صحفية للباحث(معن عبد القادر زكريا ـ الموصل) حول الرائدات العراقيات.
ــــــــــــــــــــ