كلمة الملف
كركوك، قلب
العراق.. وضحية نفطه!!
سليم مطر ـ جنيف
انابيب النفط الممتدة من كركوك حتى موانئ البحر المتوسط
ان احتفاء (ميزوبوتاميا) بمدينة كركوك، وتخصيص ملفا خاصا بها، لم يكن
اعتباطا ابدا، بل هنالك عدة اسباب، منها:
ـ ان كركوك ظلت دائما، بعد بغداد، المدينة العراقية الاكثر تعبيرا وتمثيلا
للتنوع الاقوامي والديني والمذهبي للمجتمع العراقي. اقواميا فيها التركمان
والاكراد والعرب والسريان. دينيا فيها المسلمون والمسيحيون، ومذهبيا فيها السنة
والشيعة الجعفرية والكاكائية وغيرهم.. انها حقا التعبير المركز للتنوع العراقي..
ـ منذ سقوط النظام البائد اصبحت كركوك رمزا مختصرا ومثالا ساطعا لما يحدث
في للعراق كله، من حالة مخاض قاسية ودامية، بعد موت مرحلة قديمة وبدء ولادة مرحلة
جديدة. ان كركوك منذ بدء الاحتلال تعتبر من اكثر المدن العراقية التي تعاني من
الخراب والعنف وحملات التصفية العرقية.
بل يمكن القول بصورة يقينية، ان ما يحدث في كركوك من عمليات تآمر على
هويتها وتاريخها، ما هو إلا تعبير مركز لما يحدث ضد العراق من تآمر ضد هويته
الوطنية وتاريخه العريق.
ـ ان كروكوك ايضا تعبير مكثف لغنى العراق وخصوبته(النفطية)، حيث
تختزن حوالي (60%) من النفط العراقي، بالتالي فأن معاناتها والاطماع التي تتعرض
لها، موجهة في الحقيقة ضد ثروات العراق ومورده الحيوي وسنده المادي الاساسي.
محافظة كركوك قبل التغييرات التي جرت عليها اعوام السبعينات
نعم ان كركوك، هي قلب العراق بكل معنى الكلمة، سكانيا، وسياسيا،
واقتصاديا.. بل حتى جغرافيا، تراها تقع في القلب. انها في موضع القلب في الجسم
العراقي، إذ تشكل مركز ضخ والتقاء الشريان التركماني والشريان الكردي والشريان
العربي والشريان السرياني.. وان حالة نبضاتها تنبئنا بحالة البدن العراقي ووضعه
الصحي، وأن أي أذى تعانيه يؤثر مباشرة على البدن بأكمله..
نعم نقول وننبه ضمائر جميع العراقيين: ان حياة كركوك وسلامتها، هي حياة
وسلامة عراقكم بأكلمه.. فأياكم واياكم التفريط بها..