محافظات
الجزيرة السورية
اعداد الباحث السوري شمعون دنحو – السويد
عموم منطقة الجزيرة
تاريخيا، تسمية(الجزيرة) اطلقت على كل الجزء الاعلى من (بلاد
النهرين) ، ابتداءا من شمالي تكريت والانبار، مرورا بأربيل والموصل، كذلك الرقة
ودير الزور(في سوريا الأن) ، حتى الرها ونصيبين وماردين(في تركيا الآن) . يبدو ان
تسمية (الجزيرة) هي الترجمة العربية
لتسمية(بيت نهرين ـ منطقة بين النهرين) ، والتي تعني اساسا كل المنطقة الواقعة بين
نهري دجلة والفرات(وهي تشبه الجزيرة) ، من البصرة حتى منابع دجلة والفرات في جنوب
تركيا. ولكن في العصر العربي الاسلامي لسبب غير معلوم اتفق على تسمية (الجزيرة)
فقط على الجزء الاعلى من بلاد النهرين.
أن إقليم الجزيرة قد قسم اداريا الى ثلاث مناطق،
يعتقد انها سميت بحسب القبائل العربية التي فرضت سيطرتها على المنطقة منذ ما قبل
الاسلام، والكثير من هؤلاء العرب اعتنقوا المسيحية ونطقوا بالسريانية : ديار ربيعة
في الجزء الجنوبي وتشتمل على شمال العراق اي ما سمي فيما بعد بولاية الموصل. ثم
(ديار مضر) في الوسط وتشتمل على الرها والرقة ورأس العين ومركزها حران، وهي الجزء
التابع لسوريا الآن، ثم ديار بكر التي تشتمل على ميافارقين وملطية وجزيرة إبن عمر
ومركزها »آمد« ديار بكر، وهي الجزء التابع لتركيا. كانت مدينة الموصل هي عاصمة
الجزيرة في أغلب الأوقات.
وهذه المنطقة مثل باقي بلاد النهرين، استقبلت الكثير من
الجماعات والهجرات السلمية والحربية التي كانت تذوب في حضارة النهرين ما ان تحط
الرحال. رغم هذا التنوع العرقي، الا ان الثقافة السامية(الاكدية الآشورية، ثم
الآرامية المسيحية، ثم العربية الاسلامية) ظلت هي السائدة طيلة التاريخ. خلال
القرون الأولى للاسلام ظلت هذه المنطقة بغالبية سريانية وعربية، ولكن في القرون
الاخيرة، ونتيجة اعتناق اكراد الجبال للاسلام وحاجة السلطات الاسلامية لهم
كمحاربين بمواجهة خطر الدولة البيزنطية (المسيحية) على الحدود، تمكنت هذه الجماعات
الكردية من النزوح من مناطقها الجبلية وفرض الاسلام والتكريد على هذه المناطق
المقطونة بجماعات مسيحية سريانية وعربية وارمنية، مما ادى الى تحويلها الى منطقة
بغالبية كردية واضحة خصوصا في المناطق المحاذية للجبال مثل اربيل والحسكة والقسم
التابع لتركيا.
خلال العصر العثماني، كان الجزء الجنوبي من
الجزيرة (ديار ربيعة) الذي يشمل كل المحافظات الشمالية العراقية الحالية باسم
(ولاية الموصل) جزءاً من العراق المقسم الى ثلاث ولايات : بغداد والموصل والبصرة.
اما باقي الاجزاء فقد ظلت مرتبطة بولايات خاصة، ثم تم حسم امرها بصورة كاملة بعد
الحرب العالمية الاولى حسب التالي:
- الجزء الوسط، أي محافظات الحسكة والرقة وأقسام
من حلب ودير الزور، وقد تبعت سوريا.
- الجزء الشمالي، وهي مقاطعات ماردين وديار بكر
والرها، وقد تبعت تركيا.
الفرات، هو أكبر الأنهار في سورية ومصدر هام للمياه العذبة والطاقة. يقسم
المنطقة الشرقية إلى قسمين: الجزيرة شمال النهر وشرقه. ثم الشامية في جنوب مجراه.
وكلمة الفرات في السومرية بورانوتو، وفي الآشورية بوراتو، وفي الآرامية أوفروت
ومعناها النمو والخصب. ينبع نهر الفرات من هضبة أرمينيا، ويجري في أراضي تركية
وسورية والعراق ليصب في الخليج العربي بعد التقائه بدجلة وتشكليهما شط العرب. تمثل
مياهه 82% من مجموع الموارد المائية السورية، يليه الخابور 5% والعاصي1. 8%. تبلغ
مساحة حوضته 444 ألف كم2، وطوله الإجمالي 2330كم منها 675كم في الأراضي السورية،
يدخل الأراضي السورية عند بلدة جرابلس ويرفده نهر الساجور عن يمينه ويستمر جريانه
جنوباً حتى بلدة مسكنة حيث يُواجه الهضبة الشامية فينعطف نحو الشرق والجنوب الشرقي
مسايراً الانحدار العام للتضاريس. ويقطع النهر أراضي القطر مترنحاً في وادٍ يراوح
عرضه بين 5-12كم في مجرى ملتوٍ مشكلاً منعطفات كثيرة، وهو يهجر بعضها فتتكون
بحيرات هلالية تسمى الصراة، كما تكثر في مجراه الجزائر النهرية حويجات، وتظهر في
واديه بعض الاندفاعات البركانية منطقة حلبية-زلبية. ويتلقى الفرات رافدين في سورية
هما البليخ الذي يرفده شرق الرقة بـ15كم. والخابور الذي يلتقيه عن يساره أيضاً عند
البصيرة جنوب شرق دير الزور. إضافة إلى بعض الوديان السيلية عن يمينه ويساره.