معالم
آزاد علي
النقشبندي ـ السليمانية
في العراق،
هنالك مدن يكثر فيها أبناء المذاهب السنية، وهم عموما من اتباع المذهب الحنفي أوالشافعي.
وفي هذه المدن تكثر المساجد التي يؤمها المؤمنين من اتباع السنة، وكذلك التكايا
والخاقانات الخاصة بالمتصوفة القادرية والنقشبندية والرفاعية. نقدم هناعرضا لمساجد
الموصل، وكذلك لمساجد أربيل ..
وجد في الموصل
على مر العصور العديد من المساجد والجوامع العظيمة الجميلة، ومن هذه المساجد مسجد
خزرج ويقع في محلة خزرج وهو من أقدم مساجد الموصل أسس في القرن الأول للهجرة /
السابع الميلادي وسكنت قبيلة خزرج حوله بعد تمصير الموصل فنسب إليها. ولم تزل محلة
خزرج تسمى بهذا الاسم ويسكنها بعض البيوت من قبيلة خزرج .
وهناك الجامع الأموي وهو
أول جامع بني في الموصل بناه عتبة بن فرقد السلمي عام17 هـ /
119 م وبنى إلى جنبه دار الإمارة ثم وسعه عرفجة بن هرثمة البارقي. ولما تولى مروان
بن محمد الموصل هدم الجامع ووسعه وبنى فيه مقصورة ومنارة وبنى إلى جنبه مطابخ يطبخ
بها للفقراء في شهر رمضان، وصار يعرف (بالجامع الأموي).
وفي عام167هـ / 784 م
أمر الخليفة المهدي عامله موسى بن مصعب بن عمير أن يضيف إلى الجامع الأسواق التي
كانت تحيط به فهدمها مصعب مع المطابخ وأضافها إلى الجامع ووسعه. وكانت حالة الجامع غير مرضية في القرن الخامس للهجرة / الحادي عشر الميلادي وذلك
على عهد الولاة السلاجقة فتداعى بنيانه وترك الناس الصلاة فيه إلا يوم الجمعة. وفي
عهد الأتابكيين اهتموا به كما اهتموا بكافة مرافق المدينة وتجديدها فجددوا عمارته
عام 543هـ / 1149 م وذلك على يد سيف الدين غازي الأول بن عماد الدين زنكي وكانوا
يسمونه الجامع العتيق تمييزا له عن الجامع الجديد -الجامع النوري- واهتم
الأتابكيون بتزيينه وزخرفته. والجامع في الوقت الحاضر صغير تقام به الجمعة وقد
اتخذ قسم كبير من فنائه مقابر عامة وتسمى مقبرة الصحراء
وكانت تسمى مقبرة الجامع العتيق .
ومن الجوامع أيضا الجامع النوري الذي بناه نور الدين محمود زنكي عندما دخل
الموصل عام 566هـ
/ 117م وكان في المدينة جامع واحد يجمع به. وقد ضاق بالمصلين خاصة وأن المدينة قد
ضاقت بسكانها. وذكروا له أن في وسط الموصل خربة واسعة تصلح أن تكون جامعا كبيرا
لوقوعها في وسط أسواق المدينة. فركب نور الدين إلى محل الخربة وصعد منارة مسجد أبي حاضر، وأشرف على الخربة، وأمر أن يضاف إليها ما يجاورها من
الدور والحوانيت، وأن تؤخذ من أصحابها برضاهم، بعد أن يدفع إليهم أثمانها .
وقد
قام ببناء الجامع شيخ نور الدين وهو معين الدولة
عمر بن محمد الملا وبقي يشتغل في عمارة الجامع
ثلاث سنوات. وعندما زار نور الدين الموصل مرة ثانية عام 568هـ / 1173 م صلى بجامعه
بعد أن فرشه بالبسط والحصر وعين له مؤذنين وخدما وقومة ورتب له كل ما يلزمه. كما أن نور الدين أوقف له أوقافا كثيرة لصيانته وأدامته والصرف على من
يتولى أموره. وبنى به نور الدين مدرسة .
ومن الجوامع
أيضا الجامع المجاهدي الذي بناه ابو منصور قيماز بن عبد الله الزيني الملقب مجاهد
الدين من أهل سجستان أحد كبار الدولة الأتابكية.
وكان في الموصل على عهده جامعان يجمع بهما: الجامع الأموي والجامع النوري. وكان الربض الأسفل كالمدينة بعمرانه وأسواقه ويلاقي سكانه صعوبة في
الذهاب إلى أحد الجامعين لأداء صلاة الجمعة. فقرر
أن يبني جامعا في هذا الربض ليريح الناس. وفي
عام 572هـ / 1177 م باشر بعمارة الجامع واستخدم في بنائه أمهر البنائين والفنانين
وصرف عليه مبلغا كبيرا واستمر العمل به خمس سنين فكان من الجوامع المعدودة في بلاد الجزيرة. وأقيمت فيه صلاة الجمعة عام 575هـ / 1180 م قبل
أن تكمل عمارته. ولما كملت عمارته عام 576هـ / 1181 م اعتنى مجاهد الدين في تزيينه
بكتابات مختلفة وزخارف متنوعة بعضها بالجبس وبعضها بالآجر وبالمرمر المطعم بالصدف.
والجامع في الوقت الحاضر أصغر مما كان عليه في العهد الأتابكي ويسمى جامع الخضر أو
الجامع الأحمر .
ـــــــــــــــــــــ
مسجد وتكية
الطالع ملا صالح يكن
هذا المسجد
التكية يعتبر من المساجد القديمة الكائنة في
محلة طوبخانه في قلعة اربيل حيث يقع بالقرب من باب القلعة في الجهة الغربية من الشارع المار وسط القلعة ومقابل مسكن وديوان محسن آغا رئيس البلدية الأسبق .
بني هذا
المسجد قبل أكثر من 200 سنة من قبل الشيخ إبراهيم
الحداد والمسجد لحد هذا اليوم قائم على أساسه. فبعد نزوح أهل القلعة الى خارج القلعة في الثمانينات أهمل عدد من المساجد والتكايا في قلعة اربيل.
وفي الآونة الأخيرة اتخذه احد المواطنين مسكناً له يقال
بان هذا المسجد في القديم كان على الشكل
التالي: بابه الخشبي كان يفتح إلى جهة الشمال اما باحة المسجد فكانت مساحتها حوالي 200م وقد كان هناك حي كبير في إحدى زوايا باحة المسجد وقد كان يتم
توفير ماؤه بواسطة السقاة من اسفل القلعة في كل يوم وفي
الخمسينيات كانت هناك حنفية في فناء المسجد
للوضوء. وكانت هنالك مقابل باب المسجد حجرتان وفوقهما حجرة أخرى أما حرم المسجد فكان على يمين الباب وكان المبنى من الآجر والطين وسقفه من جذوع
الأشجار. وكانت أرضية الباحة والصحن من الآجر.
أول إمام في
هذا المسجد كان الشيخ إبراهيم القادري بانى
المسجد وبعد وفاته آلت المشيخة والامامة الى ابنه ملا خضر وبعد وفاة ابنه ملا صالح يكن وملا صالح هذا كان عالماً كبيراً ومتصوفاً زاهداً. اخذ الطريقة
القادرية من الشيخ إبراهيم القادري وهو من أحد مشايخ
كركوك وكان يؤم المصلين في المسجد سيد ملا
حسين والذي كان في أواخر حياته إماما في مسجد الحاج صالح الدباغ خارج القلعة وبعد وفاته دفن في المسجد المذكور. بعد وفاة الشيخ ملا صالح يكن آلت
المشيخة إلى ابنه ملا محمد على ثم ملا شاكر وكان إمام
المسجد في زمن ملا شاكر ملا خضر وكانت تقام
في هذا المسجد الصلوات الخمس وصلاة التراويح في رمضان كل سنة كما تقام حلقات الذكر في المسجد وكان من رواد هذا المسجد بعض من وجهاء اربيل منهم الحاج طه
النجار، الحاج حسن هيدوش و خضر احمد باشا و محسن
الدوغرمجى وغيرهم .
مسجد ملا
رسول ومدرسة الاحمدية في قلعة اربيل
يعتبر هذا
المسجد من المساجد القديمة في قلعة أربيل حيث
بناه أجداد ملا رسول أفندي قبل أكثر من 400 سنة كما وكانت في هذا المسجد مدرسة عريقة أخذت أسرة ملا رسول مهنة التدريس على عاتقهم يقول المؤرخ الكبير
المرحوم زبير بلال أسماعيل في كتابه علماء ومدارس في
أربيل في حق هذه المدرسة (مدرسة ملا رسول
: وكانت في القلعة
أيضاً ومجاور للمدرسة الاولى (أي مدرسة القلعة) ومن مدرسيها المشهورين الملا أحمد كراوي الشهير بالواعظ في أربيل وابنه ملا رسول حفيد
رسول الاول وكانت تسمى بالمدرسة الاحمدية .
كان مسجد ملا
رسول أفندي مبني من الاجر والطين وكان له بابان
احدهما يفتح الى جهة الغرب والثاني يشبه باب جامع القلعة ويفتح الى حمام القلعة اما فناء الجامع والذي كانت أرضيته من الطين كان مستطيلاً طوله 20م
وعرضه 12
م قديماً كان هناك حوض مفتوح في وسط فناء الجامع يتوضاَ فيه المصلون للصلوات الخمس بعد فناء الجامع يأتي الايوان ثم المدرسة ألاحمدية وهي قاعة مستطيلة
الشكل كان طلبة العلوم يتدارسون هناك امام حرم الجامع
فكان بابه من الخشب وكان طول ضلع الحرم
12م أما عرضه 10م ومحارب السجد من الجص كما وبلطت جدران الحرم من الداخل بالجص وفي مقابل باب الحرم كانت هناك ثلاثة حجرات أحدها لملا عبد الرحمن
أبن ملا رسول والثانية للسيد حسن والثالثة لملا
مصطفى حنفي وفي عام 1952 زار العالم الكبير ملا
حسين المفسر أربيل وظل في هذا المسجد سنة كاملة وكان هذا المسجد قائما في القلعة الى عام (1955) ثم أستملك المسجد من قبل بلدية أربيل وصنع خزان ماء كبير
هناك لخزن مياه الشرب وتوزيعه على مساكن القلعة وأطرافها
.